من مذكرات قطة
أبريل 9th, 2013 بواسطة إباء اسماعيل
من مذكرات قطة
قطتك البيضاء تبحث في فرائها عن كلماتك الملوّنة بياسمين الحب يفوح نغماً مزهراً بين شفتيها .. سترى عينيها الحائرتين المتوهّجتين في كل الأمكنة التي تعرفها ولاتعرفها.. ستراها في وجوه الذين تحبهم .. في براءة وجوه الأطفال .. وفي تلك الصورة الرائعة التي أدخلْتَها بها فكانت مزيجاً من روحك الصاخبة ، الأليفة، الواضحة الغموض!! ! أجل.. إنّه الندى البريء الذي حلّ على شفتي وردة ذات صباح في حديقة…
تُرى من يجرؤ أن يسأل الندى لماذا فعل ذلك؟!
مازالتْ قطتكَ الأليفة حيناً والمتوحّشة حيناً آخر تتنفّس أناشيد عطرك المغلّفة سِحراً بخبايا الأحلام الورديّة النائمة في فصل الخريف الطويل الذي يجثم كما وحشٍ لايعرفُ أسرار الكون.. أو أسرار الحياة..أو حتى سر الطبيعة الناريّة التي تأبى الإستكانة للحظات الفناء .
قطتُك الهادئة الحالمة .. لم تعُد تتقن لغة الهدوء بالمعنى المتعارَف عليهِ آدميّاً.. لقد اخترعت لتوّها لغةً جديدة تخصّها لوحدك!!!!! أوتخصُّكَ لِوَحدها!!! إنّها مزيجٌ منكما .. منهما .. منّا.. من الأحرف التي لم تكتب بأي حبر أو على أيّة ورقة.. ولم تُداوَل ولن تُداوَل في أي مكان .. إنّها عملة صعبة التواجدُ في الأرواح العاديّة المعروفة الكلمات !