بكاء التماسيح
نوفمبر 5th, 2016 بواسطة إباء اسماعيل
مَشيتُ آلاف الخطى
في شوارع الليل المضيئة
في أورلاندو، شيكاغو، ديترويت، نيويورك ، سان فرانسيسكو
أضواء المحلات و البيوت تضج بصخب وفرح
مشيتُ على أعماق روحي الحزينة
وهي تطرق باب الوطن في الليل
ولاترى سوى جماجم الوطن المنهوب
ولاترى سوى سعير الطرقات
صاروا بقايا البقايا
صاروا تراباً مدمّى
صاروا جنون بقرٍ مريض ومتوحّش
لايعرف أسباب وجوده
تعجز لغتي عن الحزن الشفيف
صار الحزن جَراتٍ من الماء المعكّر
صارت روحي بحيرات حزن معتّق
في جرار الحياة
جميلةٌ هي مدن الغربة
ولكنني لا أجرؤ على الفرح !!..
***
ليس هذا قدَراً و لكنه لعنة حلّت و بالرغم من كل هذا،
لن استجيب لها
لن أترك زمام الفراشات تتقيّد بشياطينها
سأطلق سراح الروح للحلم
سأطلق سراح الطفولةِ لنبذ كل ماهو غريب ومتوحِّش
الحياة الأفعوان المقطوع الرأس أصلاً
والبشر يهيمون في طرقات الحرب وانكساراتها المنطوية
تحت سراب الخراب ..
كل شيء يمكن أن يكون أفضل من هذا التشرذم وهذا الانكفاء ..
قِوى الشرّ تحصد بقاياها
وأجل ستنكفئ
وأجل لن تجد المكان و القوة كي تلملم بقاياها
ستنجر و ستجر أذيال الخيبة .. أذيال التماسيح المتباكية
أذيال التماسيح الغريبة و المتباكية على ماليس لها
تبكي على أرضٍ دمرتها
وعلى بشرٍ التهمتهم واحداً واحداً
والآن تقتل الذباب لأنه همجي لتنقذ الانسانية
وتحل محلّه معربدةً بائسة !! ..
***