الشاعر السوري حيّان الحسن يكتب انطباعاته حول ديوان ( صَوتي هديلُ وطن )
أبريل 19th, 2017 بواسطة إباء اسماعيل
قراءة انطباعية في المجموعة الشعرية «صوتي هديل وطن» للشاعرة إباء اسماعيل
(عندما يصبح الوطن هاجسنا الوحيد ولا نرى الضوء إلّا من خلاله ولا ننعم بالصفاء والنقاء إلا تحت ظلاله الوارفة يصبح هو المعشوق الأول والأخير كل الأحلام والأمنيات بدون الوطن يشوبها التعب والإرهاق باهتة وقائمة فأيّ شمس ستشرق علينا بدون وطن يحضننا وأي أرض ستضمنا ونحن غرباء فيها فالوطن هو صوت وأغنية وهمس تترنم به شفاهنا كل وقت الوطن هو هاجس لا مفر منه لأنه متجذر في الشريان والنبض ويكاد يكون ظلّا لأيامنا كلها).
تقول الشاعرة في قصيدة ( صراخ على امتداد الجرح ) ص 22- 23
أشهد يا وطني – أن لا وطناً لي – إلا أنت – أشهد – أن لا قلباً– لي غيرك أنت –
أشهد أن الساعة – في هذي الأرض المشنوقة – خرساء- وتدور عقاربها – في طرقات المدن المحمومة – بالحرب الهوجاء-
ما يزال قلب الشاعرة ينبض بحب الوطن في غربتها فهي حملته بين ضلوعها تتألم وهي ترى الوطن وقد تكالبت عليه ذئاب الشر والطغيان ونشبت مخالبها في صدره العاري الجريح فبالرغم من كل الأحزان والجراح مازال هذا الوطن يسكن قلوب أبنائه المخلصين يتفاعلون معه في اغترابهم وتحزنهم جراحه ويؤلمهم رؤيته ينزف دون صراخ.
تقول في قصيدة ( أمنية) ص 31:
كم تفلت من بين أصابعنا – شهقات الضوء – لنشقى في المحن – لكن الاحلام ستبقى – مثل ربيع – يزهر في قلبي نوراً – ويفتح – في شجو الزمن – فمتى يتوقف هذا الثعبان – عن الرقص على نعشي – ومتى يصحو زهر اللوز – على وجهك يا وطني -.
هي أمنية واحدة تتمناها الشاعرة بأن ترى الوطن وقد استعاد عافيته أمنيتها أن يتحقق هذا الحلم الذي راودها طويلاً فالوطن الذي نفثت ثعابين الأرض سمومها في صدره سيزهر لا محالة فوق ترابه اللوز والياسمين وسيعود الوطن ضاحكاً يفرد جناحيه من جديد فوق سماء أكثر نضرة ونقاء فمهما طالت ليالي المحن سينبلج نور الحق وتستطع شمس الإدارة والتحدي ويبقى علم الوطن محلقاً في الأعالي.
تقول في قصيدة ( شمس الوطن ) ص 83
لسماء أراها هنا – شمسها حانية – ومبهّرة بالطيوب – لأن الذي – في مرابعها – شهداء – وأطفال أرض- في الحرب – طاروا – فراشات عشق – لأمنية باقية.
لا سماء كسماء الوطن ولا شمس كشمسه الحانية ولا عطر يضاهي عطر ترابه جميل هو بشمسه وظله وبحره وجباله وياسمينه وما أجسادهم ومن دمائهم الزكية سينبت الأقحوان وستطير من سمائه فراشات الضوء والسلام والمحبة .
في قصيدة ( يا عيد ) المقطع الأول ص 98 تقول:
جاء العيد – وما زلت أهجي وجهك – في الأمداد – متى تأتي – كي نشعل شمعة حب – أو نزرع قبلة أفراح – دون دماء -.
لا عيد والوطن ينزف لا عيد والوطن جريح أمنيات حيرى تقض مضجع الشاعرة وتلهث شفتها وراء حلم تتمناه أن يتحقق بسرعة قصوى تتمناه أن يأتي كعاشق بلا موعد عاشق أضناه السفر والرحيل أتعبه الانتظار لتشتعل شموع الحب بعيداً عن الخوف والجراح .
– في المجموعة قصائد جميلة جداً تستحق القراءة والوقوف عندها مطولاً كقصيدة ( صوتي هديل وطن) ولعمري هي كتاب في قصيدة ونذكر من قصائد المجموعة على سبيل المثال لا الحصر ( متشردة جبابرة قناديل اللحظات الهاربة سحائب أمي ) 0
جاءت المجموعة في مئة وثلاث صفحات من القطع الوسط وللشاعرة عدة مجموعات شعرية نذكر منها : 1- خيول الضوء والغربة 1999.
2- أغنيات الروح 2001.
3- ضوء بلادي 2005 .
4- اشتعالات مغتربة 2007.
5- صحوة النار والياسمين 2009.
حيان الحسن