أكتوبر 22nd, 2009 بواسطة إباء اسماعيل
قلق الابداع في خيول الضوء
أحيانا تغترف الحروف من نهر الحب رذاذا قزحيا فتكون جملا شفافة و الكلام يتسامى بها عاليا ليصبح قصيده تلتصق بشغاف القلب ، و عندما يبتدء التطهرداخل معانيها فإن ـ إباء اسماعيل ـ تعتلي صهوة الشعرو تتجه نحو الافق تنقب عن المفاعيل و مخارج الاوزان لتنحت الذهن وتختار بالوقت عينه الجزء الطاهره من الحب لتكون حاله شعر وجدانيه وهي لربي علا مه طيبه في مسيره الشاعرة .
بهذه المقدمه تأتينا الشاعرة وهي غارقه في الانسان و العطش الموجب والالتصاق بمجسات الامل فتمنح ديوانها البكر (خيول الضوء و الغربة ) إلى بساتين الفرح وعبق البنفسج الفواح فتحيل الشعر إلى أسئلة وعلامه استفهام .
هل ما زال الشعر يحمل نبراسه شاقا عباب الضلال لاستكشاف الممرات المظلمه ؟ أم أن وظيفتة انحسرت ما بين الحب الافلاطوني والاحلام المؤجله ؟
وهل قيدت الغربة مؤسسه الشعر فصار هو الآخر يعاني لعبة الاختفاء وراء جدران الاستهلاك المادي للبشر؟ أم أن كثرة الشعراء أفسدوا المملكة الشعرية؟
محزن حالنا أن لايولد أنبياء في هذا الزمن ومؤلم ان لايولد الشعراء والرحم واحد، فالشعر والنبوءه تؤام لتربه مقدسه، فكلاهما يمتلكان روح البعث والتمرد الانساني.
الديوان الاول للشاعره إباء يصر على ولوج المناطق الرخوه في الحب وكيف لا والانثى في داخل الشاعره كالطبيعه تحمل الخلق و الولاده :
أنا الانثى
أم الاحلام وجده الحزن
وابنة الطفولة
والصوء ،
انتمي للولادة ،
أنتمي للهديل
و الموسيقا
في ( تفاحة القلب )تتبعثر الاوراق الخضراء في شلالات البحار وعلى سفوح البيوت الطينية و تنهمر الاسئلة زخات مطر لإزاحة القلق المفروض على أدميه البشر للوصول الى واحه الاطمئنان و الامل المنشود ، فالشاعرة لاتنفك من الصراخ لعل بارقه أمل تشتعل في هذه المتاهة:
(هاهي الريح
تخرج من عواصفي ،
اقود سفينة قلقي
لتعبر محيطك البعيد )
الى ان تنهي صرختها في موقع اخر لقصيده (هواجس في زمن الصقيع ):
يازمن الرمال البارده
أي موت نعيش
وأي صخب يطفو في شذرات احلامنا
وأيه روح تشحن دماراتنا القرمزيه
الا ان الشاعرة لاتتمكن من الهروب من واقع الغربه . فيعود هذا الطنين الجاثم على الاحلام والحب الى إشعال حرائق الوجدان والمخيله ، فتلجأ الى الشعر كوردة ماء فيروزية أو كطفلة خريف مجنونه بالموسيقى والصخب طافحة بالدهشه و الصراخ :
اود ان اكسر
خناجر غربتي
اود ان اقبض غلى احلامي
فتعلن انتماءها للانسان والضوء و الطبيعه و الحب الذي يخترق البراءه بلا حدود:
لمَ القارات
جميع القارات
أضيق من احلامي
تستعير قصيده (سمفونية الفجر والنار ) صورها من تواجد ا لشاعرة داخل فضاءات ناريه ملتهبه فتبدء ها بإيقاعات حزينه ملتويه تعبر عن لوعة الشاعرة في هذا الكون المتصدع والماضي نحو أفق مجهول ما تلبث هذه الامتدادات أن تتناسل كعناقيد الفجر فتورق الازهار وتحيل العالم إلى خراب إن لم يكتسحه حب إنساني .
والآن كيف تتوازن رسوم الشعر في زمن الضوء والغربه بمهارات الاحتجاج وهل الوطن ورقه خضراء تقينا حرارة الضياع . وتمدنا بحصانة في شوارع المهجر؟!
الشاعره مسكونه بالوطن والغربه بمفهومها الرائع سياج انساني شفاف يطوقها ومابين الجذور والحاضر تتمرد أنسجه اللغه لتتمخض منها نداءات شعر هي صله الرحم بالماضي وهواجسه
اتبعثر في دفئك
عصافيرك ترفرف في اعماقي
ترابك ينفخ في دمي الحياة
ومن وراء الغيوم والبحار
أتوهج في سنابل حبك
تحتار الشاعرة في الوصف وهي المسكونه بمفردات الاستعارة فتعزف نغمة المقاطع المبتورة لكي تصل شاطئ القصيده حتي لا تفقد التواصل وهو لون يتناسب وبيئة الشاعرة إن صح التعبير فاللغة المستخدمه في (غربه ، وطن ، ضوء، تناقض، موت، حنين ، صرخة، )مكثفة بريئه فيها تناغم هارموني بسيط يقربها من القصيدة المدوره إذ تفوح رائحة المفردات من البداية بالوجع اليومي وتستقيم أبجديتها بعطر المناجاة الملونه لتعطينا ضربات لحنية حلوة الايقاع والنغمة .
كانت طفلة،
تهجي صفحات انوثتها
وتفكر
هاهي امرأة،
تسبح في ينابيع طفولتها وتحلم
يبقى الديوان كزهرة طبيعيه في بستان الغربه ويبقى الشعر لدى إباء ديدن لا يزول طالما زاد حلمها بالانسان. فالشعر كالولادة كلاهما مخاض لدى الانثى.
نشأت المندوي
ديترويت- أمريكا
كتب في قسم: فضاءات نقدية | لا توجد تعليقات | 2٬384 views