أكتوبر 24th, 2009 بواسطة إباء اسماعيل
قاسم ماضي
صحفي عراقي في أمريكا
نشرت في صحيفة الحقائق اللندنية بتاريخ 20/1/ 2007
شرارة خاطفة في ديوانها الثالث ( ضوء بلادي ) الصادر من مطبعة إتحاد الكتاب ( دمشق ) عسى العميان يبصرون ، ومعظم قصائدها في هذا الديوان موٌجه إلى الطفل ، بحثاً عن ملجأ آمن تخرج به هذه الأمة عن صمتها الدبابات القادمة الخيبة الهزائم الذاتية الأليمة وصمت الحكومات وهي تتفرج على الموت المجاني كل يوم ، وفي قصائدها تتعٌكز الشاعرة على الطفولة ، وكلنا يعلم ماذا تعني الطفولة الغائبة بالنسبة لنا كالأقمار في بلادٍ ليس فيها ليال مقمرة …
ومع أن الواقع قاتم ولون الدم هو السائد ، فهي تحاول في قصائدها أن تعطي زهرة عمرها ومن خلال لمسات شعرها لحظة إشراق ، فقررت أن تخترق منفانا عساها تكون سيزيف ثان ٍ ، أو ليس الشعر عالم سحر ، وعالم فكر ، عالم غريب يمضي بنا بعيداً عن ، إلى الغابات والبحار حيناً ، ويحملنا إلى أساطير المحبين حيناً آخر وكما يقول د . رائف بهجت ( الشاعر المحب الذي أحب فخلد) كما في قصيدتها صوت الوطن
رسمت ليلى فوق الدفتر وطني العرب الحر الأسمر رسمت علماً فوق القمة حملته أجنحة النسمة راية حق راية مجد للثوٌار غنٌت ليلى للأزهار رسمت فوق الليل نهار ومضت تحمل صوت الوطن .
ومن هنا وكل يوم يضاف لسجل الشاعرة إباء هذه المرأة المجنونة والمفتونة بالشعر والمختلفة تماماً عن بقية المجانين والمولعين ، هذه الشاعرة مجنونة بحب الإنسان أينما كان وإعطاءها جوائز تعٌلقها بنياشين على صدرها لتصوبٌها إلى كل المارقين والقتلة الذين استباحوا الأرض بالدم والموت ، ونحن نعيش أصعب مرحلة في تاريخنا .
كل صباح ٍ يأتينا ويغرٌد بين أيادينا ويرفرف فوق الورد الغافي ينقر أزهار الأغصان يحمل فوق جناحيه رسائل شوق للإنسان .
والشاعرة وهي آخذة على مرتكزات حقيقية وغير زائفة وجوهرية لتتوحد وتتكامل على أرضية مشروع مستوعب لكافة العوالم الإنسانية ومديات نهوضه للتقدم به ، ومخلوقاتها الشعرية الجميلة تتوسع لتشمل ( إمرأة ، طفل ، عجوز ) شكلاً ومضموناً والشاعرة رافضة لحالة التشظي الوطني / القومي / العالمي ، ولهذا نجدها في مهجرنا أكثر إشراقاً وحضوراً مع كل الناس ، تشتغل هنا وهناك صابة ً من خلال قصائدها باللغتين العربية والانكليزية ثقافة واسعة على حساب الكل الإنساني وفاضحة جميع المزيفين والمارقين .
وسأثبت للعالم أني أكبر من كل المحِن إني مرهون للعالم | نورت حياتي بالقيم .
وإن قراءاتي لجميع دواوينها نجد نصوصها بحجم الكارثة المتوقعة أو بحجم الألم العميق الذي يسيطر على جميع القلوب والأرواح والنوافذ والشوارع والأزقة التي تحيطنا في مهجرنا وفي العالم ، والشاعرة وجدت نافذة وهي نافذة الشعر محاولة من خلاله أن تطل على العالم الواسع ، وهل باستطاعة المثقف أن يلعب دور المحرض والمستنهض والقادر على خلق خطاب إنساني عالمي وخاصة لدى مثقفينا ومبدعينا من العرب كما فعل تولستوي ، أو فكتور هيجو ، شارل بودلير ، والشاعرة إباء لا تكتم الحقيقة ولا تجمٌل القبيح ، وهي ساعية في التعبير عن مكنوناتها النفسية ومشاعرها ورغباتها وشكواها ، وهي من خلال ديوانها الثالث ( ضوء بلادي ) تحاول صياغة خطاب شعري منبثق من وحي الطفولة يعتمد على التكثيف اللغوي وشعرية المفردة وبساطة الاستخدام في محاكاة محاور وجدانية متنوعة تبدأ بحب الوطن وتتجول في عوالم الطفولة الواسعة لتطلق العنان لوابل أسئلتها الكونية المتعلقة بصيرورة عالمنا من وجهة نظر طفلة تحاول طرح جدال في محاور ( كالمحبة ، المعرفة ، السفر ، الحلم ، الطبيعة ) والجدير بالذكر أن الشاعرة المذكورة كانت قد أصدرت ديوانين شعريين الأول بعنوان ( خيول الضوء والغربة ) والثاني بعنوان
( أغنيات الروح ) أما ديوانها الثالث ( ضوء بلادي ) فيقع في 62 صفحة من القطع الصغير .
كتب في قسم: فضاءات نقدية | لا توجد تعليقات | 2٬398 views