الصحفية المصرية بريجيت محمد تُحاورني / صحيفة الجمهورية و العالم
أبريل 23rd, 2014 بواسطة إباء اسماعيل
http://www.newsofworld.info/?do=show&cat=15&id=21093
شاعرة ومترجمة سورية، عاشقة للفراشات ومبدعة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، تكتب باللغتين العربية والانكليزية، شاركت في العديد من الأمسيات الأدبية والندوات الثقافية والإعلامية في أمريكا الشمالية والعالم باللغتين العربية والإنكليزية
– ترجمت العديد من قصائدها إلى اللغات الانكليزية والبلغارية والتركية، أنهت دراسة الماجستير بالأدب الانكليزي والأمريكي من جامعة إيسترن ميشغن الأمريكية. .
وتقديرا لإبداعاتها الجميلة كان لنا معها هذا الحوار.
حاورتها : بريجيت محمد
1- بداية نود أن نسألك مَن هى الشاعرة إباء اسماعيل؟ وماسبب هجرتها ؟
ورقةٌ خضراء ألقتْها الريح على أرصفة الغربة. بقيتْ خضراء تنسجُ أحلام القصيدة من وحي روح اللغة وأنفاس الوطن ووقْع سنابل المطر فوق خدود أحرفها المندّاةِ بعواصف الحب البنفسجية…
الشِّعرُ ثورتي الخضراء يرفرف على أجنحة الملائكة حين تعزف موسيقا بقائي
والوطن إيماني العميق بهديل أحلامه المجنونة التي تمتشق عباب روحي
والغربة سلّة شوقي المحمَّلة بالأماني تنتظر لحظةَ الإخصاب بتذكرةً سفرٍ مؤجّلة…
واللحظة ، ابتهالي إلى الله بكل ما أنزل من أديانٍ سماوية لأن تتجلى كفراشةِ أملٍ أو شاطىء أمانٍ أو بذرة نورٍ تُخصِب وجه الأرض وتُحيلَ دماءهُ أشجار محبة.
سبب سفري للولايات المتحدة كان للدراسة ولم نكن نفكِّر بالهجرة . رافقتُ زوجي الذي كان يحضَّر لرسالة الدكتوراه وباشرتُ دراسة الماجستيرفي الأدب الانكليزي والأمريكي .. أنهينا دراستنا وفاتنا قطار العودة بظروفٍ صعبة حالتْ دون ذلك.
2- كيف تعيشين وتبدعين في الغربة؟
أعيشُ حلمَ القصيدةِ منذ أول رشفةِ قهوةٍ صباحية، وحتى آخِر صلاةٍ للوطنِ الباحث عن وجوده الجميل تحت أتربة الدمار وبقايا البشر المندثرين في فجوات الحروب المستَورَدة..
أعيش نبضَ الغربةِ بإيقاعاتها الباحثةِ عن نفقٍ للخروج من سواد الكون .. هذا الذي أقرأ فيه كل ماتبقى لي من صرخاتٍ كونية. عندما لاتُسعفني القصيدة، أنتقل إلى عالم الترجمة، هاجسي الآخَر الجميل الذي لم يصل إلى مستوى طموحي المنشود بعد. ..
أستنجد باللغة، بالنقاء، بالبشر الطيبين ، وأعيش مثلهم تصفعني قوةَ ألمٍ مباغِتة حيناً وأنا أتَصفحَّ بطاقات هجرتهم أو رحيلهم عن هذه الأرض غصباً عن إرادة أحلامهم المشتَهاة.. وأؤكد لذاتي المتعَبة بأنني سأعود وسيعودون ..
أ رى أطفالي يكبرون على امتداد روحي وجسدي الذي فرشتُه لهم بأوراق الورد و أدعية السلامة والنجاح في حِّلهم وغيابهم..
أتفاعل مع الجو الأدبي والثقافي في ولاية ميشغن الأمريكية وأشارك في نشاطات الصالون الأدبي الذي يقيمه الأديب العراقي المُغْتَرب د. صاحب ذهب كل شهر. وأشارك في الجامعات الأمريكية بقصائدي باللغتين العربية والانكليزية وكثيراً ماتدور حوارات مباشرة حول قصيدتي وتجربتي الشعرية وحول الشعر العربي بشكلٍ عام، وهذا يسعدني جداً أن أكون نسمةَ هواءٍ شرقية وغربية في آن، أتحاور وأنقل واصطفي من فكر وثقافة وابداع الاثنين معاً لأبقى في فضاءٍ متنوِّعٍ مدهش.
3- ماذا عن كتاباتك الجديدة؟
( فراشةٌ في مَدار الضوء) ديوان شعري جديد صدر لي في سوريا مؤخراً ولم أقطف ثمار حضوره الورقي بين يدي بعد.. وهو مجموعتي الشعرية السابعة فيها الكثير من نبضات الوطن وأشرعة الحب الماطرة رغم صحراوية الكون بخماسينية رياحه وسمومها الخانقة.. فيه الكثير من التحدّي في القصيدةِ وفي نبضَاتي الكونية.
لدي مجموعة شعرية للأطفال جاهزة للنشر . وهي المجموعة الشعرية الثانية بعد ( ضوء بلادي ).
أيضاً لديَّ باقة من قصائدي المختارة التي ترجمْتُها إلى اللغة الانكليزية ، بالاضافة لقصائدي التي كتبتها باللغة الانكليزية ، أقوم بتجهيزها في ديوان سيصدر باللغتين العربية والانكليزية.
4- وما رأيك فيما يحدث في عالمنا العربى الان؟
طبيعة الزمن، طبيعة الحياة ومسيرة التطور التي يجب أن تلازم البشر والأوطان والعلوم والثقافات تصل أحياناً إلى دورات قاسية في خضَمِّ هذا التطوُّر. هذه الارهاصات وهذا المَخاض الأليم جعل لزاماً على الشعوب العربية أن تتحرَّك بإرادة صلبة لجعله مُثمِراً لصالحها. من العبَث أن يتمخض كل هذا التغيير والانتفاض من قِبَل الشعوب لينتهي إلى زبَدٍ يطفو على السطح ولا يحقق هدفه المنشود. ثمة قوىً لم تعُد خفيَّة على أحد، تغلغلت من الثغرات التي تركتها الحشود الباحثة عن مطالبها المحقَّة في أوطانِها ، الباحثة عن العدالة والحرية والعيش الكريم، الباحثة عن الأمان وعن قادة حكماء لايعبثون بمقدرات الوطن والشعب. تغلغلت القوى المُناهِضة في الواقع للحركات التحررية الشعبية البريئة – ويبدو لي أنها موجودة في الأصل- واستغلت هذا الحِراك وشجعته بأساليب أقل مايُقال عنها أنها غير نظيفة. بثّت سمومها الفكرية والعقائدية المشوَّهة بين أفراد الشعب الواحد لتُحدِث الفرقة والشروخ بالقوَّة السلبية وبالعنف، بقوَّة السلاح والمال المُهَرَّب وبفرض الأفكار الظلامية المتخلِّفة التي تعيد الشعوب العربية فيما لو تمكنت من تحقيق ماتريد، لا قدَّرَ الله ، ستعيدها إلى العصور الجاهلية ، ماقبل الاسلام، لأن الدين الاسلامي الحنيف هو دين التسامح ولا مكان له للقتلة والمجرمين والمُغالين والمتاجرين فيه مكان. ولا آتي بجديد إن ذكرت بأن هؤلاء يلعبون بأدوارهم القذرة في عالمنا العربي كدُمى في مسرح العرائس العالمي. ستنتهي اللعبة وسيتساقطون الواحد تلو الآخَر. وأرى الضوء الآنَ قادماً من بعيد!!
5- ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمنين، بها وتدافعين عنها فى الغربة؟!!
الانسان أعلى قيمة في الوجود ، المحبة أرقى لغةٍ في الكون، هناك لغة مشتركة بين شعوب العالم وبين جميع الأديان والثقافات علينا أن نُحْييها لأنَّ الانسان بعطائه وثقافته وفِكْره وإنسانيته هو عالمي ويستطيع بلغة الحوار وبالمنطق وبالذكاء وبالأخلاق أن يُحقِّق ماتعجز عنه القنابل الذرية والعنقودية ولغة القتل والتنكيل، حين تأكل الدول القوية الضعيفة، ويفترِس الانسان المتوحِّش أخيه الانسان لأنه يخالفه في الفكر والرأي والعقيدة.
أؤمن بمقولة كونفوشيوس:
“إنَّ ما يسعى إليه الإنسان السامي يكمن في ذاته هو، أما الدنيء فيسعى لِما لدى الآخرين”
6- ما رأيك في الالتقاء الثقافى بين الشرق والغرب ؟
أنا مع تحاور الثقافات الغربية والشرقية ليفهم أحدهما الآخَر، ولنتعلم منه ونُشعِره بوجودنا الحَضاري والثقافي والنساني والابداعي الذي لا يعرف عنه إلا القليل القليل. ولكن اللقاء الثقافي لايعني التبعية للآخَر. بل حالة تفاعُل إنساني حَضاري يحافظ الشرق والغرب كلٌّ على كينونته. أنا مع العالمية التي تدعو إلى الانفتاح على العالم مع الحفاظ على فكر وثقافات وحضارات الدول وعدم ذوبانها ، و من هنا أؤكِّد على أنَّ فكرة العولمة تصبُّ في اتجاه مُغاير للتلاقح الفكري و الثقافي بين الشرق والغرب. إنها تسعى لذوبان الشرق في الغرب ليصبح الأول بلا هوية .و لأنَّ مبدأ العَولمة يُكرِّس الفردية ويسعى إلى التبعية الفكرية والثقافية للأفراد والدول بحيث يُلغى مايسمّى بالصراع الحضاري لتتم عملية التطبيع أي الغاء الهوية الوطنية لتكون هوية عالمية لا انتماء لها .
7- هل أنت مع حرية المرأة، ومارأيك في المرأة الامريكية مقارنة بالعربية.
لأنَّ مفهوم الحريّة باتَ مطّاطيّاً ليس له ضوابط محددة، والإجابة بالمُطلَق بِنعم أم لا كلاهما خطأ. أنا مع حرية المرأة لتحقيق ذاتها وبناء وجودها بما يحقق لها الحياة الحرة الكريمة إبتداءً من حصولها على أعلى درجات التعليم التي تسطيع الحصول عليها، وليس انتهاءً بحرية اختيارها للزوج المناسب . هي نصف المجتمع وإذا تعرَّض نصف المجتمع للشلل، فالمجتمع فاشل ومتخلف. أنا مع حرية المرأة في عملية بناء الذات والمجتمع. إذن الحرية يجب أن تؤخذ للبناء لا للهدم. كل حرية ستؤدي إلى عملية تخريب الذات والآخَر كالأسرة أو المجتمع أو الوطن، عادت على المرأة وأسرتها ومجتمعها بالفساد والخَراب، وهذا ينطبق على الرجل أيضاً. لأنَّ هناك ضوابط أخلاقية للحرية. ومَن لا يتحمّل مسؤوليتها فهو ليس جديرٌ بها.
المرأة الأمريكية أولوياتها تختلف عن أولويان المرأة العربية بشكلٍ عام. ونظرتها للحياة تختلف، ومفهومها للحرية يختلف أيضاً. تنطلق المرأة الأمريكية من أهدافها الفردية وتركيزها على نفسها وهذا طبيعي في المجتمع الرأسمالي. والمجتمع الأمريكي مفكَّك وهشّ. وبالمقابل، المرأة العربية برأيي، مهما اهتمت بنفسها وبما تود تحقيقه، فإن الحيِّز الأسري والمجتمعي يلعب دوراً في حياتها. هي صبورة و في كثيرٍ من الأحيان تضحّي في سبيل الحفاظ على أسرتها. ومن هنا يأتي تقديس الحياة الزوجية. هذه المبادئ لانراها واضحة المعالم لدى المرأة الأمريكية ولكل قاعدة استثناءات. أعرف سيدة أمريكية قررت أن تُطلِّق زوجها لأنه أصبح عاطلاً عن العمل وهي عاملة . وحين حاولتُ إقناعها لتغيير رأيها حفاظاً على أسرتها من الانهيار، أخبرتني أنها ليست مستعدة أن تصرف على زوجها وعائلتها. هذا الحال قد يتغير قلت، ولكنها أصرَّت أنها ليست مجبرة على الانتظار ليتغير حال زوجها فهي تريد ان تعيش حياتها. في قناعتي أن المرأة العربية قد تمر بظروف أقسى وتتحمّل أعباء الأسرة من مصاريف وتربية أولاد وتصبر وتضحي لإنقاذ اسرتها من الضياع لأنها تقدِّس الحياة الزوجية وإن كان على حساب سعادتها الخاصة.
8- ما هي طموحاتك وأحلامك، التي تودين تحقيقها. وهل تشعرين أنك حققت ما كنت تريدين؟
ما أجمل أن تنتشرقصائدي كالهواء النقي . أن تحلِّق في السموات السبع، .. أن يحضنها الإله بشغف محبته و رضاه.. أحلم أن تصبح متنفساً للأسرى في سجون الاحتلال، للباحثين عن ثمار الحب، عن بسمات الأمل .. أن تصير شوقاً وعشقاً وسماداً للأرض.. أن تحضن نزف الوطن الجريح وتُحيلُهُ خَضاراً وبيارق ضوءٍ تسكب ظلالها البيضاء على قلوب الباحثين عن بسمة ضوءٍ ونجوم أمنياتٍ محققة..أطمح أن تصير قصيدتي رغيفاً دافئاً للأطفال، يستشعرون أحلامهم فيها ويقرؤون وجوههم الخفية في بوح ضوئها، يبتسمون ويتعلمون ويصرخون : هذه لنا من شاعرةٍ بعيدة .. قريبة.. قريبة.. أضاءت قناديل محبتها قصائداً لنا، للحب، للوطن، للجمال وللحرية الخضراء…!
أحلم أن لاتتوقف أناملي عن نسج أحرف اللغات بروحي التي يسكنها الشِّعر.. أن أظل فراشة حبٍّ لا تُخّيِّب أمل الفضاء تحلِّق وتحلِّق إلى أبعد مدى من مداه. لأنّ الحياة تستحق أن نفديها بكل ما نملك . أن نقول للحكمة الكونية الصادقة : هيّا تقدَّمي واصرخي في وجه الدَّمار.. وسدِّي فوَّهة الموت المجّاني الذي يقطف أرواح الصغار والشبان و.. يثكل الأمهات ..
أطمح أن يسكنني الشِّعر حتى آخر ورقة خضراء من ورقات حياتي ، أن تتنفسني الأرض كأنني هي في ترابها النقي برائحته ، بطهارة شهدائه الراحلين على أمل أن تبقى الأرض بخير وعافية..
لم أحقق كل ما أريد لأنَّ أحلامي المشتهاة والتي تراودني كل يوم، تزورني كل يوم .. كل يوم أنبتُ على فم قصيدة الحياة ياسمينة وأطيِّرُ عصفور أمل ..
كالنبع الذي تتدفّق مياهه كل لحظةٍ بطموحٍ لايُحدُّ أنا. ولن أقرِّر متى ينتهي طموحي !! بتوقفي عن التدفق عبر الكتابة؟!! هذا هاجسُ خوفٍ يراودني و عساه لا يأتي إلا بعد توقف نبضي عن اكتشاف جوهرة الحياة..
* لديَّ طموحات أخرى فيما يتعلق بالترجمة. آمَل أن أوفَق إلى كتبٍ تستحق فعلاً أن تترجم لتترك اثراً هامّاً يُضاف إلى المكتبة العربية. هذا الحيِّز يُقلقني لأنه بالرغم من الترجمات الكثيرة، إلا أني أبحث عما هو جديد في مجال الشعر تحديداً وأُصاب بالاحباط في كثيرٍ من الأحيان لعدم عثوري على ضالتي المنشودة.
* لديَّ طموح صغير أود تحقيقه على المدى القريب، ديواني الصادر حديثاً في سوريا ( فراشةٌ في مدار الضوء) وغيره مئات النسخ من دواويني السابقة الموجودة في سوريا، أحلم أن تأتي الفرصة المناسبة للطيران إلى وطني الحبيب سوريا كي أقيم حفل توقيع هناك لجميع كتبي ليعود ريعها للمؤسسات الخيرية بما فيها التي ترعى اليتامى وأبناء الشهداء.
9- حدِّثينى عن ديوانك: خيول الضوء والغربة
إنّها مجموعتي الشعرية الأولى. جمعتُ أحرفها من روحي قطرةً قطرة كماء النبع الذي يتجمع في جوف الأرض وكان مخاضها صعباً كمخاض انبثاق شاعرة إلى النور .. ظلتْ القصائد لسنوات وأنا أقوم بتجميعها والبحث عن ذاتي كشاعرة تحاول أن تؤكد وجودها وتثبت حضورها أمام هيبة الشعر وبهاء حضوره، ككل الشعراء في بداياتهم يسعون إلى التجريب في اللغة وفي سعيهم لإثبات وجودهم عبر حصاد تجاربهم وثقافتهم وموهبتهم.النصوص مسربلة بخيوط الغربة وهديل الحب. كتبتُ ونشرتُ نصفها تقريباً في الصحافة السورية قبل سفري ونصفها الآخَر في الولايات المتحدة، فخرجتْ المجموعة بشاعرية فائقة ورومانسية عالية إلى النورعام 1999 وصدرت عن وزارة الثقافة السورية وكُتِب عنها الكثيرحينها. أمّا عن قصائد المجموعة وغيرها من دواويني الشعرية، فيمكن متابعتها على موقعي الشخصي .
10- ما هي طموحات وأحلام المرأة السورية في نظر الشاعرة إباء
باختصار شديد: في هذه المرحلة الصعبة والأزمة الراهنة هي لاتبحث عن طموحاتها الشخصية بقدر قلقها وغيرتها على وطنها وأسرتها، تبحث عن الأمان وهذا أولى أمانيها الحالية كي تعود إلى مسيرة حياتها بطمأنينة وثقة بالمستقبل. المرأة السورية صبورة جداً ولديها قدرة فائقة على التكيُّف مع أصعب الظروف. وهي معطاءة وطموحة. بيد أنَّ الأمان ليس اقصى أمانيها لوطنها. هي تريد أن يخطو بلدها خطىً واسعة في مجال التغييرو التطوير لحسم معارك الفساد الإداري والاقتصادي والسياسي لصالح الوطن وسيادته ، وللتخلص من العابثين بأمنه ومُقدّرات شعبه. هذا التغيير هو الوحيد الأقدر على إيصالها إلى طموحها في مشاركة الرجل بمسيرة البناء سواءً كانت مهندسة، أو طبيبة أو عاملة أو أستاذة جامعية أو وزيرة أو تلميذة أديبة .. شاعرة أو سيدة منزل أو…
11- كم يسعدنى أن توجِّهي كلمة للمرأة العربية والسورية خاصة؟؟؟
لكأنني أتحدث إلى نفسي وأنا أتوجه إليكِ بكلماتي .. أنتِ أنا فكما تكونينَ أكون أنا. نجاحك من نجاحي وفشلك فشلي… لذلك أقول: كوني كما تحبّين أن تكوني واسعَي لتحقيق ماتحلمين به. كوني طاقة إيجابية لكِ ولمن حولك.. اصرخي في وجه اللاإنسانية ولاتستسلمي لما يعتقد الآخرون أنه قدَركِ المحتوم إن كنتِ تستشعرين الظلم أو الاضطهاد والضغط من أية جهةٍ كانت . وكما تقول أديبتنا السورية غادة السمّان:” إذا كان على الرجل أن يثور مرّة، فعلى المرأة أن تثور مرَّتين” . ولا تنسي أنك شريكةً للرجل في عملية بناء الأسرة والمجتمع والوطن. ولكن، في خضمِّ الحياة، لا تنسي بأن دورك هام جداً . إفتَحي أعماقك لجميع الفرص المتاحَة لك للعطاء اللامحدود ، لاكتشاف مواهبك، ولإثبات ذاتك كإنسانة لها حرية الاختيار، ولا آتي بجديد إن أكَّدت على ضرورة اهتمامك بالحصول على أعلى فرص التعليم المتاحة أمامك والثقافة العامة التي تحصِّنكِ بأن تغرس في أعماقك الوعي والقيَم الانسانية السامية والاخلاقية للعطاء والابداع في كافّة مجالات الحياة، فالجهل عدو الأنسان وعدوّ المرأة بشكل خاص. والمعرفة قوّة. بالمعرفة تدركين بوصلتك الحقيقية وتعرفين حقوقك وواجباتك . لا تنسَي بأنَّ الحياةَ أقصر من أن نضيِّعها بأشياء تافهة هي مضيعة للوقت. احفري اسمك بأحرف من نور وتألّقي وحلِّقي في فضاءاتٍ واسعة. فطالما أن خُطاكِ صحيحة ، فستثبتينَ وجودك بقوة عطائك وإبداعك وبناء شخصيتك الخلّاقة.
حاورتها الصحفية – بريجيت محمد