الصحفي الجزائري سليمان رفاس يحاورني لـ صحيفة Maghreb Plus
مايو 1st, 2020 بواسطة إباء اسماعيل
صحيفة Maghreb Plus تحاورني حول وباء كورونا وتداعياته
الشاعرة السورية إباء اسماعيل المقيمة في ميشغن الأمريكية تكشف لـ “MAGHREB PLUS”: “ألتزم بالحجر الصحي..أكتب في كل الأوقات وتحية من القلب إلى شعوب المغرب العربي”
اتصلنا بالشاعرة السورية إباء اسماعيل المقيمة في ميشغن بالولايات المتحدة الأمريكية وهي عضو إتِّحاد الكتّاب العرب لجمعيّة الشِّعر، عضو في المركز العربي الأمريكي للثقافة والفنون، عضو مؤسس لملتقى المبدعات العربيات، عضو مؤسس لإتّحاد الأدباء والكتّاب العرب الأمريكان حيث فتحت قلبها لـ “Maghreb PLUS” وكان لنا معها هذا الحوار :
بداية كيف هي أحوالك مع أجواء الحجر الصحي؟
أنا بخير وعائلتي بخير والحمد لله. أقيم في مدينة كلاركستون في ولاية ميشغن الأمريكية وهي مدينة نائية وصغيرة لحسن الحظ، ليس فيها بنايات بطوابق عالية بل منازل متباعِدة لأن عدد سكانها القليل يسمح لنا بالخروج والمشي في الهواء الطلق. أقضي أوقاتي مع عائلتي الصغيرة، بالقراءة والكتابة والرياضة وتحضير الوجبات الغنيّة بالخضروات لأنها تعزِّز المَناعة. هذا بالاضافة إلى تناول الفاكهة الغنية بالمواد المضادّة للأكسدة والتي تمنح الجسم مَناعة لمقاومة الفايروسات كالحمضيات والعصائر الطبيعية.
الولايات المتحدة الأمريكية الأولى حاليا من حيث عدد المصابين بـ فيروس كورونا وحالات الوفيات، فكيف تتعاملون مع هذا الوضع؟
الولايات المتحدة مؤلفة من 51 ولاية وكل ولاية بحجم دولة عربية أو أوروبّية، و لهذا عدد الاصابات والوفيات يبدو كبيراً. ويأتي ترتيب ولاية ميشغن الأمريكية التي أقيم فيها، الثالثة بكثافة انتشار الوباء. لايوجد لدينا خيار سوى الالتزام بالقواعد الصحيّة التي حدّدتها منظمة الصحة العالمية. المدارس والجامعات و”المولات” والمحال التجارية إلا “السوبرماركتات” التي تبيع المواد الغذائية اليومية فهي مفتوحة وبعدد ساعات أقل. ضمن عائلتي ومنهم أقاربي، عدّة أطبّاء بعدة اختصاصات، أصبحوا هُم في الصفّ الأول لرعاية المرضى والتّصدّي للوباء – حماهم الله – ولم تَعُد المَشافي والعيادات الطبية تستقبل المرضى العاديين للمراجعات بل فقط المصابين بالكورونا والحالات الاسعافية حتّى إشْعارٍ آخَر.
هل لديك أخبار أو أصداء عن الجالية السورية أو العربية في الولايات المتحدة الأمريكية مع أزمة الكورونا؟
ليس لديَّ إحصائية معينة، ولكن كل مَن أعرفهم من العائلات العربية والسورية هنا في الولايات المتحدة بخير وملتزمون بالحجر الصحي.
لو تُعَرِّف الشاعرة إباء اسماعيل نفسها لشعوب الدول المغاربية فماذا تقول؟
أنا إنسانة كَونيّة .. أنصهر بالعالم وبذات الوقت، أرى نفسي خارج الأقاليم، خارج القارات، خارج الأعراق، وخارج اللغات.. وأنا فيها وكلّها .. أتحسس العالم بهذا المنظور الإنساني، ولهذا لم أشعر بالغربة في كل المدن والعواصم العالمية التي وطأتها قدماي .. باريس مثلاً، تختلف عن دمشق وأمستردام والقاهرة وعمّان وواشنطن وبروكسل، لكن الإنسان مهما تغيرت بيئته، هو الإنسان .. في كل مكان أجد مساحة كونية وانسانية تُشبهني مهما اختلفت اللغات التي أسمعها وأتعلّمها.. الحسّ الإنساني في داخلي يتفاعل مع كل مجريات الحياة في هذا العالم وأنا ذرّة كونية منه. ووباء كورونا أكّدَ لي وللعالم كم نحن ننتمي لمصائر إنسانية واحدة.. من هذا الحسّ الإنساني الكَوني، نمَت روح الشاعرة التي تسكنني وعانقت كنسمة لا متناهية الأبعاد، الوجود بأكمله وحملتْ همومه.
هل ستستغلين فترة الحجر الصحي من أجل انجاز عمل أدبي جديد؟
الوقت لديّ هو الوقت. لم أنتظر الحجر الصحّي لأنجز وأكتب في غمار تجربتي الشِّعرية، هناك حالات أعيشها لأكتب .. ولديّ ماهو جديد من شِعر بالتأكيد . والإبداع الشَّعري يختلف عن العمل الروائي أو البحثي مثلاً . لأنك تُقرر أن تُنجز كتاباً بالتخطيط لفصوله ، بينما في الشِّعر، يصعب التخطيط بهذه الطريقة لأنه حالات تَراكمية كامتلاء النبع من تراكم مياه الأمطار.
من هم الكتاب والأدباء المغاربيين الذين تقرأين لهم أو تملكين معهم صداقة حاليا؟
يصعب عليّ حصر أسماء بعينها من الصداقات لأنها كثيرة .. أمّا قراءاتي فهي متنوعة جداً . وأنا من النوع الدائمة البحث عن كل ما هو جديد على الساحة الأدبية . الشِّعر والنقد تحديدًا.. كل يوم أكتشف أصواتًا ابداعية جديدة وأقرأ تجربتها . وأكتشف أسماء مبدعين عرب وأجانب لم يسبق لي أن قرأت لهم من قبل.. قرأت وسمعت مؤخراً قصائد للشاعر الهادي القمري من تونس، والشاعر الناقد عبد اللطيف الوراري من المغرب وأؤيده في قوله لا يجوز فصل الشعر المغاربي عن الشعر المشرقي، فكلاهما ينتمي إلى خارطة الشعر العربي بجذوره ومؤثراته وامتداداته وجمالياته سواء بسواء أما الروائية أحلام مستغانمي، فقرأت كتابها الأخير “شهياً كفراق”. وبسبب البُعد الجغرافي عن عالمنا العربي، يصعب عليّ اقتناء الكتب واصطياد الثمين منها وخاصة في معارض الكتب السنوية في العواصم العربية. ولكن انتشار النشر الالكتروني ساعدني على قراءة عشرات الكتب والمجلات.
ما هي الكلمة التي تريدين إرسالها إلى الشعب السوري وكل الشعوب العربية؟
اعتدتُ دائماً أن أملأ رسائلي الكونية الملونة بأوراق تحمل رسائل المحبة والسلام .. سأقول أكثر من ذلك شِعراً للانسان العربي بشكل خاص ولأي إنسان في العالم.
يا أنتَ كُنْ وَجْهي
الذي حلُمَتْ بهِ روحي زَمانا…
كُن أنتَ مُفتاحي
لأخرُجَ من ضبابِ الكَونِ
للنّورِ المُصفَّى
كُنْ طَريقي
للسفينةِ
و النجاةِ
فإنّها أرْضي و أرضُكَ
فلْتكنْ دوماً أمانا ..
كُنْ أنتَ لي وَطَناً
لأغْفوَ فيكَ
أمْنيةً
على جنحِ الحَمامْ..
كُنْ شَمسَ روحي
حينَ تغْزوها عَواصِفُ
من طغاةِ القتْلِ
أو سيلِ الرّكامْ…
كُنْ وُجْهَتي
نَحوَ الغَدِ المَوعودِ
بالفجْرِ الجَديدِ
و بالوِئامْ ..
كُنْ أنتَ كُلَّ حقائبي،
وَطَني المسافِرَ
في الوطنْ..
كُنْ أنتَ عِشْقي في البلادِ
و في البِحارِ
وكُنْ رفيقي في الطَّريقِ
و في الحَريقِ
وفي النّقاءِ
و في السَّلامْ..
كلُّ الّذي يبقى لنا
لَوْحٌ زُجاجيٌّ
منَ الأمَلِ الشَّفيفِ ،
بَياضُنا في الرّوحِ
لا .. لَنْ نَكْسُرَهْ ..
كلُّ الّذي يبقى لَنا
هَذي السَّماءُ
ثِمارُها،
قَمَرٌ
مَلائِكَةٌ
و نورٌ
و انتِفاضاتُ العَصافيرِ الشّقيّةِ
تحْتَفي بالقادِمِ الأبْهى
فَلا تَسْتَعْجِلِ الدُّنْيا
و لا تَعْبَأ بِشَرٍّ
قدْ غَزانا..
كيفَما اتّجَهَتْ رؤانا
وُجْهَةٌ أُخرى
سنَلْقى نورَها
في المحْبرةْ..
أَطْلِقْ جَناحَكَ للحياةْ
لا تَخْتَبئْ
في ظلِّ خَوفٍ
أو مَماتْ..
فَذواتُنا البيضاءُ قلْبٌ
للثَّباتْ…