رابطة أديبات مكّة تُحاورني – أجرت الحوار : الشاعرة عطّاف سالم
يونيو 15th, 2020 بواسطة إباء اسماعيل
كل عام وحضرتك بخير وسعادة
وعيدكم مبارك
?????
????????????
-لاشك أن فايروس كورونا أجرى الكثير من التغيرات على حياتنا الاجتماعية و الثقافية ، فما الذي تغير لديك على الصعيدين
وهل هناك مفاضلة ؟!
– تميزت هذه المرحلة بالعودة الى الذات ومراجعة للتأقلم مع هذا الظرف الحياتي الطارئ.. لاشك بأني تغيرت شيئاً فشيئاً لأحيط بكل جوانب حياتي الاجتماعية والاسريّة تحديداً.
عندما يكون أفراد الاسرة في المنزل ٢٤ ساعة في اليوم معاً، سيفقد كل فرد مساحة الحرية التي اعتادها في الخروج للعمل أو التسوّق مثلا..
الكل أمام امتحان ويعيد اكتشاف الطرف الآخَر. القدرة على التحمل والصبر وبذل مجهود مُضاعَف لتوفير البيئة المناسبة لكل فرد ، كي يستمر في انجاز مهامه ولكن في مكان واحد فقط. وهو المنزل.
التنظيم والمثابرة على ضبط كل شيء في المنزل وتحمّل الأعباء الاضافية بصبر .
كل هذا يستنزف من طاقتي الكثير ولكني اكتسبت خبرة ونضوج ووقت اضافي ساعدني على تحمّل المسؤولية بنجاح ولله الحمد.
رعاية الجانب الثقافي هو طبيعة ثانية لديّ وهو ليس أكثر أو أقل أهمية من الجانب الاجتماعي أو الانساني. هما جناحاي اللذان أطير بهما كإنسانة وكشاعرة تحاول تحقيق المعادلة الصعبة .
وهو جزء لايتجزّأ من تجربتي الابداعية… واعتدتُ وأنا في أحلك الظروف أن أبحث عن ايجابيات أي ظرف صعب كي أخرج منه الى النور.
الحجر الصحي يعني البقاء في المنزل مدة أطول بكثير من المعتاد ومن فوائده زيادة الوقت ، وهنا ازداد زخم قراءاتي واهتماماتي الثقافية ضمن الظرف المسموح.
?????????????
– لو قدر الله لك زيارة مكة في هذه الأوقات وانفردت بالوقوف أمام الكعبة وحيدة مناجية ربك
بم تدعين ؟
– اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار
أدعو أن أكون لله أقرب أقرب أقرب.
أبتهل بكل جوارحي أن ينقذ الله العالم بأسره من شرّ الأوبئة والحروب والكوارث الطبيعية والشرور والفساد..
وأن أترك بصمتي المضيئة على نوافذ حروفي الشّعرية ..كي لاتزول ولاتُمحى ، لتقرأها الأجيال القادمة ، جيلاً بعد جيل .. وأن يكون لي نصيب في أن يستقر القرآن الكريم في قلبي وتحفظه الذاكرة مهما كبرت.
هذا غيضٌ من فيض .. أدعيتي ستأخذ لربما مئات الصفحات ..!
?????????????
– كيف تنظرين للأنشطة الثقافية والأدبية في زمن كورونا ؟!
– الحراك الثقافي والأدبي مستمر ومزدهر، ولكن له طبيعة مختلفة .. طبيعة استفادت من تقنيات التكنلوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الى حدّها الاقصى، بل إن المبدعين حول العالم بدأوا يخترعون أساليب جديدة للتواصل وتوصيل ثقافاتهم وفنونهم وابداعاتهم. فايروس كورونا المستجد ، يقابله عصر من الادوات الجديدة لمواجهته والتأقلم مع ظرفه الذي آمَل أن يكون طارئاً.
أذكر على سبيل المثال لا الحصر في ولاية ميشغن تحديداً، زخم النشاط الثقافي والأدبي في المركز العربي الأمريكي للثقافة والفنون الذي يقوم بسلسلة من الامسيات والندوات الادبية والثقافية والحوارية باللغتين العربية والانكليزية ببث مباشر على الفيس بوك واليوتيوب.
ومن العالم العربي، تميز ملتقى الدكتور جمال مرسي مؤسس منتدى قناديل الفكر والادب بإقامة أمسيات شِعرية على الواتس اب تضم شعراء عرب من العالم العربي والعالم.
?????????????
– ذكرى خالدة لايمكن نسيانها في العيد ، حدثينا عنها
– ثاني أيام عيد الفطر السعيد من كل عام هجري، أتذكر يوم خطوبتي . وهي مناسبة مباركة يتحول فيها العيد الى عيدين!
?????????????
– ماذا كتبتِ للعيد يوما ؟!
– كتبت عن العيد ولكن ليس بشكل مباشر و بالكثير من الانزياحات الشّعرية ، لأن العيد في رؤيتي الشعرية هو رمز لربما للفرح ، للمحبة ، للأمان ، للسعادة .. وقد يكون إنساناً أو ملاكاً أو وطناً أبحث عنه أو ألتقيه.
وهذا مما كتبت مؤخراً:
قَمَرٌ في رَمَضانْ
أَشْعَلَ في قلبي الذِّكرى
هل أستودعُهُ سنبلةً
من روحي،
كي يقطفَها قمحاً
أو شِعْرا
هل أُرسِلُ معْ ضوئهِ
ألفاً من قبلاتي الضَّوئية؟
أهديها لِحبيبي
جَهراً أو سِرّا
قُلْ كيفَ سأدعوهُ لِسُحوري
والقلبُ عن العشقِ
يصومُ نهاراً …ليلاً
أو دَهْرا ؟!
***
وَأُصَلّي ألفَ صلاةٍ
لِيُقَرِّبَني اللهُ اليهِ
ساعةَ صَفْوٍ
أو موجةَ شَوقٍ حرّى ……
قُلْ لي ماذا أُسَمّيكَ
سِوى العيدْ؟!
أنتَ هِلالي
وأنا أخشَعُ
تحتَ شُعاعِكَ سَكْرى !!
وأقولُ أيضاً:
يا عيد
-1-
جاء العيدُ
ومازلتُ أُهَجّي وجْهَكَ
في الأمداءْ…
فمَتى تأتي
كَي نُشْعِلَ شمعةَ حُبٍّ
أو نزرَعَ قبلةَ أفراحٍ
دونَ دِماءْ؟!…
-2-
يا عيداً يُشبهني
في الاِسمِ وفي الفعلِ
وفي الأنباءْ…
أنا سوريّةْ
وجْهي قمحٌ
بإبائي
أُشعلُ شمعةَ نَصْرٍ
للأبْناءْ…
?????????????
– بعد سنوات من الآن هل تتوقعين أن يكون لدينا مخزون أدبي حول هذه الأزمة يستحق الدراسة أم لا ؟!
– بالتأكيد..
أتوقّع أن يكون هناك كم كبير من الأعمال الأدبية ، الروائية تحديداً، لأن هذا الوباء خلَّفَ آلاف القصص والمآسي حول العالم مثلها مثل الحروب والثورات وغيرها.. بالتأكيد سيكون هناك أيضاً نتاج غزير في الشَّعر والدراما والسينما والفن التشكيلي والموسيقا . لأن الفن هو نبض الانسان ومرآة روحه .
?????????????
– ما أبرز قراءاتك في الحجر المنزلي ؟!
– مؤخراً قرأت كتاب (الأمير ) ل ماكيافيللي
(لهب شمعة) ل غاستون باشلار
(شهيّاً كفراق) ل أحلام مستغانمي
ودواوين شعرية كثيرة حديثة وقديمة .
وقيد القراءة :
ديوان (ابن عربي)
ورواية ( عالم النساء الوحيدات ) ل لطفيّة الدليمي
و بالانكليزية
(Stunning Success) by Robin Sharma
( The Monk Who Sold his Ferrari) by Robin
Sharma
?????????????
– نصيحة توجهينها لابناء وطنك حول هذه الجائحة ، ماذا تقولين لهم ؟
– لأنَّ جائحة كورونا كَونية والمعاناة دخلت كل بيت في هذا العالم ، لذا، كلماتي تخصُّ كل قارئ .
ولأن الشعب السوري العنيد والمُقاوِم، عانى سنوات طويلة من وطأة الحرب والإرهاب .
وهو يخرج من كل هذا متعَباً نفسياً واقتصادياً ويزيد عليه هذا الوباء التضييق واستنزاف القوى والحرمان من تأمين حياة لائقة به.
أقول: دوام الحال من المحال، فلنتمسّك بالطاقة الايجابية رغم كل شيء.
وليتلمّس كل واحد منكم قدراته ويخطط لتحقيق أهدافه.
الطلاب للدراسة والعاملون لعملهم والمبدعون والمفكرون والعلماء والعمّال كلهم من مكان عمله ليضاعف جهوده من أجل بناء نفسه أولاً ومَن حوله ومن أجل بناء الوطن.
وماتقدموه لأنفسكم سترونه غداً.
مهم جداً عدم هدر الطاقات في زمن يمكن أن لايكون ضائعاً .
لنتواصل مع بعضنا البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي .
أقول (وسائل) وليس أهدافاً. ولكن عندما تتحوّل الوسيلة الى هدف، فهذا هو الضياعُ بعينه !!
?????????????
– مشروعك القادم ، ما ملامحه؟
– أمّا ملامح مشروعي القادم إن شاء الله ، فسيكون كتاباً بحثيّاً حول شريحة من الشعراء والأدباء العرب الأمريكان المعاصرين ونشاطاتهم وحواراتهم وإبداعاتهم على مدى العشرين سنة الأخيرة .
?????????????
– ما الذي تحرصين على تجنبه في أي حوار معك ؟
– ببساطة لاشيء !
لم يسبق أن حذفتُ أو استثنيتُ سؤالاً واحداً من أسئلة الصحفيين ولم أُجب عليه.
أؤمن بحرية الصحافة وبِحُريتي أيضاً .
وليس لديّ تحفّظ على أي سؤال لأني لا أقول إلّا ما أؤمن به، ولا أخشى أحداً سوى الله.
?????????????
– كلمة أخيرة لرابطة أديبات مكة .
– أسعدني جداً اللقاء بكنَّ عبر هذا الحوار. أفخر بكنَّ مبدعات عربيات تُشعلنَ شموع اللغة بحروف من نور على
هذه الأرض المباركة الطاهرة . فتضيء أنوثة حروفكنّ المبدعة على العالم أجمع.
محبتي وشُكري لجهودكن الرائعة.
?????????????
ونحن بدورنا نشكرك على تلبية الدعوة وهذا الحوار المفعم الراقي معك
وكلنا شغف في رؤية مشروعك القيم على أرض الواقع قريبا لأننا نحتاجه خاصة أن مكتباتنا العربية تفتقد أمثاله
صادق دعواتنا لك بالتوفيق والسداد
ومتعك الله بالصحة والعافية.
أحبائي
أبنائي وبناتي
ما أجمل هذا الحوار الممتع بين ابنتي المبدعتين المتألقتين عطاف سالم وإباء إسماعيل
حوار جيد يدخل من الباب الإبداعي الممتع المفيد بأسئلته الجيدة وردوده العذبة كماء النيل
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم إلى حسن التعليق وآدابه…واحترام البعض للبعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
نشر هذه الثقافة بين كافة البشر هو على الأسوياء الأنقياء واجب وفرض
جمال بركات…رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة