ما سر تقدم الغرب وتخلف العرب …؟
أكتوبر 12th, 2012 بواسطة إباء اسماعيل
سؤال يشغل بال الكثير من أبناء العالم العربي والإسلامي .. ويتردد كثيرا في الآونة الأخيرة وخاصة بعد الربيع العربي . فقمنا بطرح هذا السؤال على مجموعة من الإعلاميين و الشعراء والكتاب العرب وكانت إجاباتهم متفاوتة ولكم السؤال الذي طرحناه عليهم وإجاباتهم …. ما سر تقدم الغرب وتخلف العرب …؟
(تحقيق – فرشوطى محمد – وبريجيت صادق )
فى البداية قالت – الشاعرة ورئيسة قسم الترجمة فى ساقية الصاوي- مُنَىَ الْمِنَيَّر:
الإنسان هو الإنسان فى كل مكان..اعتقد ان البيئة المحيطة واسلوب التربية هو الفيصل ..فبعد ان وصل العرب لاقصى درجات التحضر فى صدر الإسلام بفضل الجو النقى الحاض على الفضائل والحريات والحث على التعلم وتعمير الأرض , حيث كانوا حديثين عهد بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام و تعاليم الدين ..ولكن بعد ذلك ركنوا للراحة والتمرغ فى المتع المباحة والغير مباحه ..كما ساهمت اموال النفط -التى تدفقت عليهم من حيث لا يحتسبون -فى إلهائهم حيث يستطيعون استيراد ما يشتهون بدون ان يتكبدوا عناء التفكير فى صناعته..ناهيك العقول المتحجره التى تحكمت فى البلاد ..وخنق الحريات ..وإجهاض اى عقل مفكر يحاول البزوغ مما أدى لهرب الكثير من العقليات العربيه الفذه وارتمائها فى احضان الغرب الذي يتعهدهم بالرعاية ويوفر لهم المناخ المناسب للتفوق والإبداع …ومع كل ذلك لا ازال اعتقد ان الامل موجود بدليل وجود امثال الدكتور الرائع محمد غنيم وغيره الكثير في كل المجالات.
—————
الصاوي محمد الصاوي :
الإسلام دين عمل، وفي النصوص الشرعية: الإيمان (الإسلام) ما وقر في القلب وصدقه العمل.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لقرابته: لا يأتيني الناس يوم القيامة بأعمالهم، وتأتوني بأنسابكم.
وقال: يا فطمة بنت محمد اعملي فلن أغني عنك من الله شيئاً.
وقال: لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه. علماً بأن المكان كان صحراء، والاحتطاب أي جمع الحطب، وكيف له بالحطب في الصحراء إلا بمشقة، ولكنه مع هذا، فالاحتطاب أِشرف من التسول وأجدى.
وقال: لأصحابه في سفرٍ، بعد أن فرَّقوا الأعمال على بعضهم عندما أرادوا تجهيز الطعام: قال: وأنا عليَّ جمع الحطب. فلم ينفض يده من العمل مع أنهم كفوه المؤنة، ولكنه يضرب المثل. والله يقول: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.
ولما هم صلى الله عليه وسلم بالهجرة لم يتكل، بل خطط ودبر، واستعان بمن يَعرف الطريق ويجيد خوض الصحراء.
مما سبق يتضح أن الإسلام دين علم وعمل، وعلى مر الأيام اهتم العالم الإسلامي بالعلم والعمل، حتى فشت فيه الضغائن، وتغلغل فيه من لا يحبون له الخير، وتملكوا وتمكنوا من مفاصل البلاد الإسلامية، فأوحى شياطين الإنس هؤلاء على القائمين على أمر المسلمين، فصاروا يعملون ضد الإسلام وأهله، حتى أصبح حكام المسلمين هم البلاء على الإسلام، ودارت الحروب وضعفت البلاد، منذ أيام التتار، حيث انشقت الدولة الخوارزمية وسعت في النيل من الدولة العباسية، ومن قبلها فعلت الدولة الفاطمية، وفي إفريقيا قامت دولة الأغالبة، فدمرتها الدولة الفاطمية، وجاءت دولة المرابطين، ثم طغت عليها دولة الموحدين، التي أفنتها بدورها دولة بني مرين، وفي الأندلس كانت الدولة الأموية ثم ملوك الطوائف الذين قسَّموا الأندلس وصيروها شيعاً، ثم جاءتهم دولة المرابطين فقضت عليهم ووحدت الأندلس، أو ما بقي منها.
ثم جاءت دولة الموحدين فجمعت شمل الشمال الإفريقي وضمت الأندلس، ولكن سرعان ما انهارت بعد موقعة العقاب مع الصليبيين المجتمعون لها من كل أوروبا، وصارت الدولة الحفصية في تونس وما حولها، وصارت دولة الموحدين تنكمش، حتى قضى عليها دولة بني مرين، التي كانت لها صولات وجولات في الأندلس، التي لم يعد منها غير غرناطة بيد بني الأحمر، ولكن ملوك غرناطة نسوا فضل بني مرين وتآمروا عليهم، وصارت كلمتهم العليا في التعيين والعزل للولاة.
وتدحدر حال شمال إفريقيا، وخرج المسلمون من غرناطة على يد محمد بن عائشة، وبدأت بعد فترة وجيزة من حياة الدول، بدأت فترة الاحتلال الأوروبي لشمال إفريقيا بل وبلاد العرب كلها.
وكانت بلاد الإسلام في أسيا قد ذهب بها الريح منذ اجتياح التتار لها، ولم تقم لها قائمة إلا في فترات متقطعة أيام حكم المماليك لمصر والشام، ولعلها من أزهى عصور القوة والتقدم في حياة العالم الإسلامي منذ القرن الثالث الهجري، أيام الخلفاء الأقوياء في الدولة العباسية.
وخلال هذا التاريخ المديد، كانت أوروبا وحتى القرن الخامس عشر، لم يكن لأوروبا أي ذكر في تاريخ التقدم والقوة والسيطرة والعلم والثقافة، بصورة يعتد بها.
وكانت الدولة العثمانية الإسلامية منذ القرن التاسع الميلادي هي القوة الإسلامية الفتية، وفي بدايات القرن العاشر الميلادي سيطرت على بلاد الشام ومصر، وفيما بعد الكثير من بلاد شمال إفريقيا، وصارت الدولة التي لا تُقهر، حتى القرن الخامس عشر كانت كل دول العالم تقدم القرابين للدولة العثمانية، وتتودد لها، وإن شابها فترات اهتزاز، ولكنها كانت سرعان ما تزول، ويفيق الأسد ويصلب عوده.
ثم ظهرت دولة روسيا بصورة قوي، وقوية إنجلترا، وظهرت ألمانيا والنمسا وفرنسا، وتوحدت أوروبا على تحطيم هذه القوة الإسلامية، وتحقق لها ما أرادت. ومر بالعالم الإسلامي والعربي فترت رقاد، هي الفترة التي حققت فيه أوروبا نهضتها الصناعية والاقتصادية التي نعجز عن حتى تقليدها وسلك سبيلها، ونكتفي إما بالتقليد أو الاستيراد، وفي كل الأحول غارقون في التبعية والمهانة والضعف.
هذا بيان للناس، وتوضيح مختصر لأسباب ما نحن فيه من تأخر وفقر وتعاسة.
الصاوي محمد الصاوي.. مؤرخ وباحث في العلوم الإسلامية والتاريخ.. ورئيس الجمعية المصرية لتنمية المجتمع وحقوق الإنسان.
—————
الشاعرة أميرة فكري كامل :
إن سبب أزمة الحضارة عند مجتمع دون غيره يتمثل في الخلل الذي يحدث في العلاقة بين الإنسان والكون والحياة، تلك العلاقة التي تعود قواعدها وضوابطها إلى المنظور الذي ينظر من خلاله الإنسان إلى الأشياء..فمفهوم العلمانية يقيم عليه الغرب تقدمه استنادا للمفهوم المادي الذي يساعد على البناء والتميز اما هذا المفهوم عند العرب ساعد على انشطارهم الى طوائف غير متماسكة تلهث الى تقليد الغرب وهي متمسكة بالروحانيات الاسلامية التي فتتها الاستعمار سنوات طويلة مما ادى الى فشلها وتأخرها عنهم..فاخلاق الإسلاميين تعتمد على أسس تختلف عما تعتمد عليه الاخلاق العلمانية عند الغرب و التي تهتم في الدرجة الاولى بالنزعة الفردية والانانية..فهؤلاء لا يناقضون انفسهم بينما العرب في صراع أخلاقي الى ان تقوم الساعة.
—————
أما الدكتور أحمد عبد الهادى رئيس حزب شباب مصر و رئيس الإتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية وعمل صحفيا فى عشرات الصحف المصرية والدولية .
هو سؤال مطلوب أن تضع فيه مجلدات .. لأن الإجابة تحتاج إلى إعادة قراءة التاريخ من جديد ..
قراءة منذ أن بدأ الصراع بين الحضارة الإسلامية والحضارة الأوروبية .. ومحاولات تدمير الحضارة الإسلامية بشتى السبل والقضاء عليها ومحاولات الاستعمار تفكيك وتقسيم المنطقة ونجاحه فى ذلك ..ثم فرض حصار فكرى وثقافى على العالم الإسلامي ..مرورا بالحملات الصليبية ..وإنتهاء بنجاح العالم الغربى فى تدمير المنطقة العربية التى تعد بمثابة قلب العالم الإسلامي باسم ثورات الربيع العربى ..
راقب الوضع حاليا منذ عدة سنوات قليلة ..
ماحدث فى حرب الخليج الأولى والثانية وإستخدام الإعلام لأول مرة كسلاح شرس فى مواجهة الشعوب العربية والغربية سوف تكتشف أن هذا السلاح ليس وليد اللحظة .. بل وليد مئات من السنين التى تعامل فيها الغرب بطريقة متوحشة مع العالم الإسلامى ..
فى حرب تدمير العراق قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالتعتيم على الهجوم والقتل والإبادة الجماعية التى حدثت هناك من خلال طرد كل وسائل الإعلام وإبقاء قناة السى إن إن فقط للتغطية .. وقامت السى إن إن بالتغطية لكن على طريقة الصدام الحضارى الحقيقى عبر آلاف السنين .. حيث لم تر هذه القناة أى شئ فى الحرب سوى بطة تغرق فى مستنقع البترول الناجم عن هجوم صدام حسين على الكويت وهذه البطة أثارت عطف العالم الغربى وتضامنوا مع أمريكا ضد صدام .. دون أن تكشف هذه القناة الإبادة الجماعية التى تمت للعراقيين على يد الأمريكيين ..
إنها نفس معركة ليبيا حاليا التى تحرك فيها الأسطول الأمريكى لمعاقبة الإرهابيين الذين جرأوا على الدفاع عن نبيهم ..لقد تقدم الغرب كنتيجة طبيعية لإدراك الغرب أن قوتة الحقيقية فى ضعف العالم الإسلامي .. فعمل جاهدا على الاستفادة من الحضارة الإسلامية وحاصر العالم الإسلامي بكل السبل والآليات .
إنها حرب ثقافات ..صراع حضارات ..فقد قال كيبلنج من قبل” الشرق شرق .. والغرب غرب ولن يلتقينا ” …
إذن حوار الحضارات .. وتلاقى الحضارات .. وتلاقى الثقافات ليست سوى مصطلحات يحاول الغرب الترويج لها وهو فى حقيقتة يدير الصراع بشكل مختلف وصولا لتدمير الحضارة الإسلامية بكل معانيها … حتى الصراع الأخير الذى يحدث حاليا فى مصر هو صورة مما يحدث منذ مئات السنين ..
الإخوان الذين يمثلون الإسلام كما يحاولون تصوير الأمر للجميع وللعالم هم الذين تستخدمهم الولايات المتحدة وأوروبا فى تدمير العالم الإسلامى حاليا ..فلايهم الإخوان وكل أحزاب تيار الإسلام السياسى الإسلام والحضارة الإسلامية فى شئ بقدر مايهمهم ترسيخ جذورهم فى الحكم ووصولهم لمقاعد سياسية ..وهو أمر عرفتة الولايات المتحدة الأمريكية وأدركة العالم الغربى منذ مئات السنين ..
أن رموز العالم الإسلامى الحديث غير حريصيين إلا على مصالحهم فقط .. فغرس الغرب فيهم المطامع وإستخدم عمليات سياسية قذرة من حوارات خفية .. ومنظمات حقوقية .. ومؤسسات مجتمع مدنى يتم تمويلها فى الخفاء وشخصيات يتم التلاعب بها .. وصولا إلى عملية تدمير مؤسسة الأزهر .. والفكر الإسلامى المستنير والحضارة الإسلامية الحقيقية ..
مايحدث حاليا فى مصر هو نموذج حقيقى للصراع الذى أدى فى النهاية لضعف وهشاشة الحضارة الإسلامية منذ مئات السنين حتى الآن … وهو صراع لن ينتهى إلا بنهاية الكون نفسه .لقد بدأت الحياة فى الكون بصراع فى السماء نفسها .. عندما أعلن الله سبحانه وتعالى أنه جاعلا فى الأرض خليفة .. فقالت الملائكة .. أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء ؟ .. لقد قرأت الملائكة المستقبل بطريقتها وكشفت عما هو قادم .. كشفت عن الصراع الحادث فى كوكب الأرض .. حتى الصراع الذى بدأ على الأرض .. بدأ من هناك من قلب السماء .. عندما تمرد إبليس على أوامر ربه إثر وصول آدم .. ثم حدث ماحدث هناك .. لتبدأ المعارك الكبرى مع خروج آدم من الجنة ثم معركة قابيل وهابيل .. ثم المعارك المتتالية .. إنه صراع فكر .. صراع حضارات .. ولذلك فقد صدق كيبلنج .. عندما قال .. ” الشرق سيظل شرق .. والغرب سيظل غرب .. ولن يلتقيا ” .. إن محاولات التقريب بين المذاهب والأديان ضحك على الذقون .. هى محاولات لتهدئة الأوضاع عدة سنوات ثم تنكشف هشاشة الوضع ..
هناك صراعات حقيقية يتم إستخدامها فى الحروب الساخنة والباردة ..الذى يحكم إسرائيل هم الحاخامات ..الذى يحكم مصر .. السلفيين والإخوان ..الذى يحكم أمريكا التطرف الحقيقى ..الذى يحكم أوروبا العقلية المتطرفة ..فكيف يحدث توافق بين الجميع فى ظل هذه الصراعات التى تتأجج كل يوم ؟
النتاج الطبيعي لكل ذلك هو محاولة تفكيك العالم الإسلامي وحضارته وتاريخه .. فى ذات الوقت الذى استشرى الضعف والترهل فى جسد العالم الإسلامى .. ونجحت أوروبا وأمريكا فى إستخدام هذه الحاله لمصالحها ..
وأنظر إلى قطر وما تلعبه فى المنطقة من محاولات تدمير للعالم الإسلامي نفسه حرصا على مصالحها ومصالح أمريكا ..
أنظر إلى الجانب العراقي وإلام انتهى ؟إنظر إلى هذه اللهجة التى تطالب بتدمير الجانب الإيرانى لصالح إسرائيل وأمريكا رغم أن قوة إيران من قوة العالم الإسلامى وتعتبر هى القوة الباقية الوحيدة فى العالم الإسلامى القادر على مواجهة المد الكارثى الذى يستهدف تدمير العالم الإسلامى ؟
العالم الغربى أعلن فى الظاهر أنه يحترم كل الأديان وكل الحضارات .. لكن حقيقتة تؤكد العكس ..والعالم الإسلامى بحمقة وغباءة وضعفة وفشله أعلن رفضة لكل الحضارات والأديان .. لكن واقعة الهش يؤكد أنه عبد المأمور ولايمكنه أن يواجه أى حضارات مغايرة ..
النتيجة أن جميع الأمم تكاتفت على العالم الإسلامى باعتبارة ممثلا للإرهاب والكل إقتنع أن بقاء العالم الغربى يستدعى القضاء على كل فلول الإرهاب المتمثل فى الإسلام ومعتنقية .. حتى وأن أعلنوا عكس ذلك ..
النتيجة أن الغرب كرس كل فكرة وجهده وحروبه الباردة والساخنة من أجل القضاء على أى حضارة أوفكر يعترض طريقة أويهدده بشتى السبل ..وتأكد أن الصدام الحقيقى بين الطرفان ـ العرب والغرب ـ قادم .. قادم لامحالة ..
ستكون حرب كونية ستقضى على الأخضر واليابس .. تماما مثل أفلام الخيال العلمى التى تبثها هوليود بين الحين والآخر والتى تستشرف شكل هذه الصراع … مثل فيلم “2012” هذا الفيلم الذى تشققت فيه الكرة الأرضية جراء إرتفاع درجات الحرارة .. فقام العالم الغربى بصناعة سفينة تنقذ الأشياء النادرة من كل أنواع الحياة بما فيها البشر .. وتقرر الإستغناء عن العالم الإسلامى كله فيما عد ملاك براميل البترول فقد قالت عالمة أمريكية لرفيقها فى السفينة عندما شاهدت بعض العرب فى السفينة : ألم تقولوا أنه قد تم إختيار الأنواع الذكية والمهمة فى البشر ؟ فقال لها وعلامات الأسف تبدو على وجهة : لقد كنا مضطرين إلى قبول بعضهم لحاجتنا الماسة إلى أموال تقوم بعملية تمويل السفينة ؟ ..
هكذا يتعامل العالم الغربي مع العالم الإسلامي ؟وتلك هى الحالة منذ الأزل وإلى الأزل …
ولايمكن أن يتم ترك الحضارة الإسلامية تتنامى .. لأن تناميها يؤرق ويرهب الحضارة الغربية من وجهة نظر الغرب .. والسبب تأكد فى كل المؤسسات الإسلامية بدءا من مؤسسة الأزهر وإنتهاء بكل أصحاب النيافة والملوك والرؤساء فى العالم الإسلامى الذين فشلوا فى توضيح صورة العالم الإسلامى الحقيقية وفشلوا فى إدارة المعارك الفكرية والثقافية طوال عهود سابقة .
—————
سامية بكري. صحفية وكاتبة مصرية:
ربما لانهم اعلوا قيمة العقل وتجاوزوا مرحلة الدولة الدينية بينما أهملنا نحن قيمة العقل تماما وفرغنا للتفاهات والتدين الشكلي.
—————
أسامة شهاب الدين – مثقف ومهندس:
سؤال غير محدد—-فما مقياس التحضر وماهو الجانب المراد المقارنة فيه –وهل المقارنة مع العالم الإسلامي ككل او أجزاء منه –أيعني إدخال ماليزيا وتركيا وسنغافورة فيه ام نكتفي بالسودان والصومال واريتيريا ومدغشقر ومصر ونيجيريا انقارن مع امريكا والمانيا والسويد ايطاليا –ام مع البانيا وصربيا والبوسنه والبرتغال وبولندا او رومانيا.
—————
Abdallah Chouchen مثقف تونسي :
فوّتنا في الجزء المعرفي المفيد من كتب و مخطوطات للغربيين و احتفضنا بالكتب الصفراء لأنفسنا…ولن تجدي نفعا أيّها السائل…سؤالك أكبر من المثقفين العرب.
—————
الشاعر على معوض – عضو اتحاد كتاب مصر
أعتقد أنك تدرسين العلوم السياسية ولديك فكرة كاملة عن أن العرب والمسلمين هم من اخترعوا علم الكيمياء وعلوم الرياضيات والفلك وفى فترة مظلمة من التاريخ آثروا السكينة وأصبحوا مستهلكين جيدين لما ينتجه الغرب وهذا له أسبابه العديدة وأخذ الغرب بالأسباب وجندوا كل طاقاتهم وأموالهم لتنمية عقولهم والرقى بحياتهم وتراهم يهتمون بصغائر الأمور لأنها توصل الى كبائر الأمور وأستكنا نحن بما نملكه من رفاهية أو من عدمه.
—————
الشاعرة إباء إسماعيل – سوريا:
إنَّ سؤالاً هامّاً كهذا، يحتاج إلى قراءة التاريخ الجغرافيا والأديان والسياسة والفلسفة وحتى علم النفس برؤية جديدة وموضوعية . كمحاولة لاستقراء الحقيقة، نعود إلى الفكر الغربي بين النظرية والتطبيق حيث تتضارب الأفكار والمعطيات والحقائق والأيديولوجيات. والمحور الاساسي الذي تدور حوله هو محور الحضارات بين حالَتي الصراع والحِوار. صحيح أن الحضارة الاسلامية أثَّرتْ في النهضة الأوربية في القرون الوسطى، لكن الحروب الصليبية التي امتدت أكثر من مائتي عام ، أعادت العرب والمسلمين إلى عصور الظلام مرة أخرى. وهي في رأيي، اللباس القديم الذي ارتدته أوربا بما يسمى اليوم ” الحرب على الإرهاب” هذه الحرب التي تمَّ تصديرها إلينا كي نحارب بعضنا بعضاً من منطلق أيديولوجي غربي يزيدنا تمزقاً على تمزُّق ويعيدنا إلى الوراء عشرات أو مئات السنين ما لم نتنبه ونصحو. !!!
وفي عصرنا هذا، بدأ الغزو الثقافي أو ما يسمى بـ ” العولمة الثقافية” وهي للأسف قائمة على ” صراع الحضارات” على مبدأ صموئيل هنتنغتون وهذا هو التيار الجارف الذي يحاول أن يفرض إرادته على العالم العربي والإسلامي بأدلجة الإنسان العربي رأسمالياً ومسيحياً على الطريقة الغربية – لا الشرقية- فمسيحيو الشرق هم منارة التسامح الديني القائم على حوار الحضارات أشبه بتلك التي نادى بها المفكر الفرنسي روجيه جارودي الذي جمَعَ بين الحضارات المختلفة على أساس أرضية مشتركة لجميع شعوب الارض تقوم على أساس الحوار والتفاهم فيما بينها.في الوقت الذي من المفروض أن لا نضع اللوم الكامل على الغرب لما نعيشه اليوم من التبعية الثقافية والفكرية وحتى السياسية والاقتصادية لأنه في عالمنا العربي عقول مفكِّرة ومصادر وثروات ضخمة قادرة على النهوض بمجتمعاتنا ولكنها تحتاج إلى أرضية خصبة لتنتعش وتثمِر وتُقاوِم هذا الإرث من محاولات الهيمنة على مقدرات الشعوب العربية من زمن الاحتلال العثماني التي خيّم على العالم العربي ما يقرب من خمسة قرون متواصلة إلى الاستعمار الذي قيَّد الدول العربية في القرن الماضي إلى قضية فلسطين – محور الصراع العربي- الاسرائيلي.
—————
إبراهيم غنيم كاتب ونائب رئيس مجلس إدارة جريدة الجمهورية والعالم:
المعرى قال فى بيت له :
إنما هذه المذاهب أسباب لجلب الدنيا إلى الحُكّام
كذب يقال على المنابر دائما
أفلا يَميدُ، لما يُقالُ، المنبر؟
هذا هو السبب الأول فى التخلف (عبادة الأشخاص)
السبب الثاني فى البيت الأتي:
رأيت سجايا الناس فيها تظالم, ولا ريب في عدل الذي خلق الظلما. والمعنى … ان الإنسان يظلم نفسه بجهله فينهش الفقر من لا يملك القلما . فما أذنب الدهر الذى أنت لائم، ولكن بنو حواء جاروا وأذنبوا .
والسؤال يشغل بال كل هؤلاء الذين لايعرفون وسيله البحث العلمي فى الآثار، والعلوم الوضعية ، ولم يقرءوا التاريخ ، ولا أسباب قيام الحضارات وازدهارها وأسباب انهيارها ..
وهنالك إجابة أزلية للسؤال عن سبب تقدم دول وتخلف أخرى ، ليس الدين سببا من الأسباب على الإطلاق لان الدين وجد مع الإنسان الأول – قامت الحضارات فى أحضانه وانهدمت أيضا فى أحضانه، وذلك بقدر فهم الإنسان للدين او جهله به . وأنا اسأل هذا السؤال ؟؟
ماهو التقدم والتخلف من وجهه نظرك ؟ مع العلم ان الأسرة الواحدة بها شق متقدم وشق متخلف ..