ديسمبر 28th, 2008 بواسطة إباء اسماعيل
الصحفي ورئيس تحريرصحيفة ( المنتدى والوسيط)
العربية الأمريكية
/ د. أسعد الدندشلي/ يحاورني
Forium& Link news paper
نشرت بتاريخ 7/ تموز/ 2007
الشاعرة إباء إسماعيل:
أحسّ بمدى المعاناة التي يعيشها كلّ طفل وإنسان
يأخذك الحوار مع الأمينة العامة لرابطة القلم الأمريكية، الشاعرة العربية السورية الأمريكية إباء إسماعيل بعيدا إلى عالمها الشعري الخاص، قد تستطيع تحديد بداية عالمها، ولكنك لن تتمكن من كشف نهايته، صور بيانية متلاحقة متسارعة، كخفقات وارتعاشات القلب الطامح الذي لا يعرف هدأة لطموحاته، قد يكون حلما وقد انكسارات وأوجاع للوطن الذي بقي يشبّ وينمو، لا يعرف حدودا لعشقه، وهو يمتطي في ذاك العالم الداخلي الرحب الوسيع خيول الشهب الزرقاء، فتنبثق روحها طفلا غجريا، يمتد في ساحات الوطن، فتطلع الكلمات من دمها: الغربة جوع الأرض… وتوق للحرية…
ولا تكتفي الشاعرة إباء إسماعيل بل تحاول أن تسحب عالمها الذاتي قدر ما تستطيع ليلامس هذا العالم المعاش من حولها:فتهدي حفل توقيع ديوانها: خيول الضوء والغربة إلى أطفال العراق، وحفل ريع ديوانها: أغنيات الروح لأطفال الإنتفاضة أطفال فلسطين، وتعزم أن يكون حفل ريع ديوانها الأخير : إشتعالات مغتربة لأطفال لينان… فتعالوا لنمضي مع شاعرتنا نستطلع بعضا من خفايا هذا العالم الكبير، مع نص الحوار التالي الذي أجراه الدكتور أسعد الدندشلي.
. كيف تقدّم الشاعرة إباء إسماعيل نفسها؟
– أنا مواليد مدينة حلب في سورية، نلت إجازة في الأدب الإنكليزي من جامعة تشرين في سورية في العام 1986 سافرت إلى الولايات المتحدة وأقيم في ولاية ميشيغن منذ 21 عاما، أنهيت خلالها دراساتي العليا في جامعة إيسترن- ميشيغن…
. هل كانت لك نشاطات ثقافية اجتماعية قبل قدومك من سورية ؟
– لقد شاركت هناك في مهرجانات عدة منها مهرجانات الأدباء الشباب تحت رعاية إتحاد الطلبة ومن ثم تحت رعاية إتحاد الكتاب العرب…
. بداية نشاطاتك في ميشيغن كيف كانت.
– في العام 1998 كنت عضوا مؤسسا لرابطة القلم العربية الأمريكية، وصدرت مجموعتي الشعرية الأولى : خيول الضوء والغربة في العام 1999 عن وزارة الثقافة السورية، وبعد سنتين كانت مجموعتي الشعرية الثانية : أغنيات الروح عن اتحاد الكتاب العرب، وبعد ذلك بأربع سنوات صدرت مجموعتي الشعرية الثالثة: ضوء بلادي للأطفال عن اتحاد الكتاب العرب وفي هذا العام 2007 أصدرت مجموعتي الشعرية الرابعة : اشتعالات مغتربة، ولدي مجموعة شعرية معدة للطبع بعنوان: ضياء الحلم والحنين، وفي هذا العام أيضا انتخبت أمينا عاما لرابطة القلم العربية الأمريكية، كما وأني رئيسة تحرير صفحات مهجرية الصادرة باللغتين العربية والإنكليزية التي تصدر عن رابطة القلم، ولي عدد من المشاركات في الأمسيات الأدبية والثقافية والإعلامية في العديد من مؤسسات الجالية الثقافية ومعاهدها الجامعية ومدارسها…
. متى تم اكتشافك لكتابتك الإنسانية؟ ومن ثم هل كان لحدث ما تأثير على تجربتك؟
– أحسست بذلك منذ مرحلة الصغر نوعا ما، وانطلقت من كتابة مذكراتي عندما كنت في العاشرة من عمري، وفي الحقيقة أثرت الأحداث عليّ ولا سيما منها الأحداث السياسية، فغزو إسرائيل للبنان في العام 1982 إلى جانب بعض الحوادث التي تعرضت لها، تفاعلت معها في حياتي الشخصية، فمع أحداث لبنان في ذلك العام وجدت نفسي أكتب القصة القصيرة، ومع مهرجانات الشباب التي أشرت إليها في مقدمة اللقاء، أستطيع أن أقول: أنها كانت بداية الإنطلاقة الحقيقية لي، ولكن في الكتابة وليس في الشعر، بعض النقاد والأصدقاء وجهوني إلى طريق الشعر بعد أن صنفوني في تلك الأمسيات التي شاركت فيها أيام المهرجانات، بأني شاعرة وليس كاتبة، فقد قالوا لي بأنني أكتب القصص بلغة الشعر، وأن طريقة إلقائي وسردي للقصة، تتم بروح شاعرية، وهكذا اكتشفت قدري وأيقنت أن لا فرار من هذا الواقع…
. ذكرتِ أن بعض الأحداث أثّرت على تجربتك، فهل كان لوقع غربتك على كتاباتك تأثيرات مشابهة؟
– في السنوات العشر الأولى كنت في حالة من الضياع، أتابع الصحافة والإذاعات وأجهزة التلفاز العربية وغيرها، وشعرت بمدى الهوة الكبيرة التي تفصل عالمي الذي كنت أعيشه عن العالم الذي أحيا فيه الآن…ولكن بالعودة للأحداث الأمنية والسياسية في لبنان والتي عشتها كتجربة ذاتية، كان لها أثرها أضف إليها بعض الحوادث الإرهابية الخاصة التي استهدفت سورية ومصر في تلك الفترة، كنت يومها في السابعة عشر من عمري، عندما حصل انفجار كبير وهائل حرق منزلنا، واضطرت أسرتي يومها إلى الرحيل إلى مدينة أخرى، هذه الهجرة وضعتني في حالة الإحساس بالشعور المبكر مع الإنسان العربي الذي هُجر وشّرّد من بيته، وقد فقد كل شيء، فقد غرفته وأشياءه الصغيرة أيا كانت تلك الأشياء الصغيرة، لأنه يشعر بأنه فقد وطنه وعالمه الصغير كتبه، أوراقه، وصوره، تلك هي حالتي عندما احترق منزلي في تلك الحوادث الإرهابية، أنا لا أملك أي صور ولا دفتر مذكراتي ولا شيء عن طفولتي جميعها احترقت، ولم أحتفظ بشيء منها، كل شيء تلف وأحرق، فازداد عندها عمق الحسّ الوطني في كياني، وجعلتني أفهم اليوم وأحسّ أكثر بمعاناة اللبنانيين والعراقيين والفلسطينيين، والأفغانيين وغيرهم من البلدان المنكوبة، إني أحسّ بمدى المعاناة التي يعيشها كل طفل وإنسان…
. هل مردّ شعورك هذا ينبع من إباء إسماعيل الشاعرة الإنسانة أم من كونها مواطنة عربية سورية وجدت نفسها أمام تجارب إرهابية؟
– أنا رغم اعتزازي بكوني سورية، لكنني إنسانة أولا، إنسانة عربية قبل كل شيء، وبعدها يمكن أن تكون التسميات الأخرى، سورية أمريكية أو غير ذلك، أنا أطمح للتواصل الإنساني في عروبتي، فلا فرق بيني وبينك كلبناني مثلا، ولا فرق بيني وبين أي مغترب عربي آخر، لقد عمق الإغتراب شعوري هذا أكثر في الحقيقة…
. أستوقفك هنا مستدركا، هل تعنين أن ديار الإغتراب تصهر أو تسقط القطرية بين الجنسيات العربية المختلفة؟
– لا بدّ من الإشارة إلى أن القطرية تسقط بين المواطنين العرب في حالة الوعي الإنساني: بمعنى إن كنت إنسانا مثقفا، تمتلك خلفية وجذورا معينة تشجعك على أن تتواجد في هذا المغترب، عندها تنمحي من أحاسيسك القطرية…. لكن يجب عدم إغفال بعض الحالات عند فئات أخرى حيث تزداد مشاعر القطرية والقبلية والتعصّب، وكما قلت، فكلما يزداد الإنسان ثقافة وعمقا حضاريا وإنسانيا، يرتقي إلى مسافة أبعد عن العرقية والقبلية، وحتى عن التعصّب الديني ….
. في رحلتك كشاعرة وكأمينة رابطة القلم الأمريكية العربية، كيف تقومين القصيدة العربية ووقعها في عالم الإغتراب من حيث النوعية ومن حيث فاعلية الشاعر؟
– الشاعر المهجري الذي انطلق من وجوده كشاعر في الوطن الأم، يكتب القصيدة الكلاسيكية، استمر هنا في كتابته للقصيدة الكلاسيكية، وأقصد هنا بقولي الشعراء المهجريين الذين ولدوا في أوطانهم الأم، لكن هناك قسم من الشعراء يختلف عن تلك الفئة، مثلا أنا أكتب الشعر الحديث، وعمقت تجربتي بالقراءات النقدية، حيث تجد تنوّعا في شعري، كما لدى الشعراء العرب الآخرين المقيمين في الولايات المتحدة، إذ تجد اتجاهات متعددة كلاسيكية، أو شعر التفعيلة، أو النثري، كل ذلك موجود هنا كما هو الحال في الوطن الأم… أما بالنسبة للشعراء فأنا لا أستطيع أن أعمم حالة الأدباء والشعراء، فهناك من وصل إلى القمّة من الإبداع، وهناك من يتصوّر نفسه أنه شاعر، وهنا علينا أن نميز بين من هو مبدع حقيقي، وبين من هو مزيف، بين من يأتيك بلغة صادقة وسليمة وحقيقية، وبين من يأتي بلغة هشّة ومجترّة ومنسوخة ومكررة… لكن الصعوبة الأخرى تتمثل في أنك كشاعر تتصارع مع أجواء غير ثقافية، وهذه حالة أدباء المهجر في مجتمع لا يهتم بالثقافة ولا يهتم بالأدب أو الفني فينحصر حضور الأمسيات أو اللقاءات الثقافية على عدد من الأدباء والصحفيين وكذلك هو الحال مع الفنانيين التشكيليين…
. كيف تقوّمين جودة ومواصفات نقاء القصيدة أيا كانت شعرا كلاسيكيا أم حديثا؟
– مقياسي الحقيقي في هذا الجانب ينطلق من مدى أن يتمكن الشاعر من اكتشاف عالمه الخاص، لأن ذلك متعلق بمدى ابداعيته، فمن يمتلك عالما شعريا خاصا به، يعني أنه وصل إلى حالة ابداعية متميزة عن غيره، وهو بذلك لن يكون مقلّدا، وأن شعره من رؤية خاصة به، ومن حالة ابداعية انسانية، ولذلك أركزعلى هذا العالم، وليس على وزن القصيدة إن كانت عمودية أو من الشعر الحديث أو شعر التفعيلة، فأنا مع الشعر طالما هو يحتوي على مقوّمات الإبداع، وعلى رؤيته الشاعرية، وتجاربه اللغوية وصوره البيانية، وأنا منفتحة على مختلف التيارات الشعرية،
. وماذا عن شعرك؟
– أنا لا أقوّم ما أنظّمه من الشعر القارىء وحده هو القادر والمؤهل لأن يفعل ذلك، فالقراء والنقاد وعالم الإنترنيت اليوم، يجعلك تشعر فعلا وكأنك أمام محاكمة حقيقية وصادقة، أضف إلى أنه جهة أخرى تبقى على صلة مباشرة بالقراء.
. لكن ألا توافقين أن أفضل اشكال النقد وأصدقه هو وقفة هذا الشاعر أو ذاك الكاتب مع ذاته وبتجرّد إن إستطاع حقا أن يفعل ذلك؟
– ما تقوله حقيقة مائة بالمائة، وأوافقك الرأي تماما، وما أحب قوله أنني لا أستطيع نشر مادة لست براضية عنها، لدي نصوص بسيطة ولكنها تعبر عني، وهناك نصوص أعمق تعبر عن حالات إبداعية أيضا، كما وتجد نصوص تعبر عن تلقائيتي في القصيدة، وهناك نصوص أقدم فيها ذاتي، كما وأنه هناك الكثير من القصائد التي لم أنشرها.
. هل لتجربة الإغتراب عن الوطن الأم تأثير على عالمك الشعري ؟
– طبعا! تجربة العديد من الشعراء تبين انهم يتغيرون كما يتغير بقية الناس الآخرين، وأنا في ديواني الشعري “أغنيات الروح” قد عسكت جانبا من ملامح هذه التجربة، فتجد الكثير من قصائد الغربة، وبشكل معمق، لقد أعطيت كل شيء عن تجربتي في الغربة في هذا الديوان، وإن كان ديواني الأخير يحمل بعضا من سمات الغربة أيضا، الغربة تعيش في داخلنا ككائن حيّ، وعندما أكتب قصيدة ما، أنا لا أبحث عن الصورة، المشاعر وعمقها هي التي تصيغ الصور البيانية، وكما يقول أحد الشعراء القصيدة هي التي تكتبني أكثر مما أكتبها، وإن كانت القصيدة تحتاج لبعض عمليات الصقل لاحقا…
. الكثير من الشعراء والكتاب والمثقفين العرب عاشوا ويعيشون الغربة دون ترحال عن وطنهم وديارهم، ولكن الغربة منغرسة في وجدانهم ووعيهم ما رأيك؟
– صحيح، من خلال تجربتي لم تعد الغربة هي نوع من حالة الإبتعاد على الوطن، لقد صارت الغربة معاناة قائمة في ذات الإنسان الشاعر، سواء كان يعيش في الوطن الأم، أو في عالم الإغتراب، الغربة في الزمن هي الأعمق، آمل منك، ومن القراء الأعزاء الإطلاع على قصيدتي: أسئلة الغربة في ديوان “أغنيات الروح”، إذ ستجد أإن الحروب، ومعاناة الإنسان تجاهها، تتجسد أكثر زمانيا مما هي عليه مكانيا، بل في الكم الهائل من الأسئلة التي يطرحها المبدع في عالمه وعلى نحو أعمق وأكثر شمولية، ويبحث عن إجابة لها: لماذا كل هذه الحروب؟ ولماذا كل هذه المعاناة؟ فالأسئلة تجتاح كيانه، وخاصة أولئك الذين يعيشون تحت رحمة الصواريخ، وفي ظل الحروب المدمرة.
. أثناء مطالعتي لعدد من قصائدك، وعلى عجالة من المطالعة، لمست أنك ترسمين حدود البداية لصورك البيانية ولكن تتركين صورك دون نهاية، هل هذا يعني بقاء عالمك الشعري دون نهاية أو حدود أم هناك هدفا آخرا تهدفين إليه؟
– نعم هناك عالمي، وكما يقول أدونيس: إذا اتسعت الرؤية ضاقت العبارات … أريد أن أقول الكثير في عبارات قليلة، وكما قلت أن أقوّم الشاعر من خلال عالمه، وليس من خلال وزن قصيدته، هناك الكثيرون ممن يحفظون أوزان الشعرالعربي، قد يكون هذا ذكاء منهم، بل وأنهم قادرين أيضا على نسج قصيدة على منوال الشعراء القدامى، ولكنك تجد أنهم يكرّرون شاعرا ما، فهم يصيرون في هذه الحالة نسخة عنه، وهذا ما لايمكنني أن أتذوقه من الشعر….
. أنتقل من الشعر إلى دورك في الرابطة القلمية وكأمينة عامة لها كيف تجدين تجربتك مع الأخرين في خوض غمار اللغة العربية في ديار الإغتراب ؟
– نحن في الرابطة لا نملك عصا سحرية على صعيد عامل اللغة العربية وتعزيزها في عالم الإغتراب، لكن أقول أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام، وأذكر عندما دخلت إلى الرابطة كان وضعها في حال شبه الإنهيار، فأعدنا تأسيسها في العام 1997 بمعنى أنه كان علينا أن ننطلق بالرابطة من الصفر، كنت متحمسة جدا للعمل فيها وتطويرها، وبدأنا بالتحضير وإعداد الأمسيات واللقاءات…
أما على صعيد اللغة العربية فأقول أن الأسرة هي أهم شيء حاضن وملقن ومعلم للغة العربية والحفاظ عليها، وعلينا أن نبدأ منها، وأمنياتي أن لا يحدث الأبوين أطفالهم وأولادهم إلا اللغة العربية ليمارسوها، أما اللغة الإنكليزية لأبنائهم فلا خوف على تراجعها لأنهم يعيشونها في المدرسة والحياة العامة الأخرى في وطنها في نهاية الأمر، وإلى جانب اللغة هناك مسألة حيوية هامة وهامة جدا برأيي، وأعني بها مسألة الثقافة العربية، أي الأصول والتراث والشخصية العربية والعمل على غرس ذلك في وعي الطفل وكيانه…
. ضمن الواقع القائم على صعيد التراث واللغة والثقافة العربية هل تجدين من بادرة أمل مع الأجيال العربية الحاضرة وأجيال المستقبل؟
– أرى بعض الضوء، ولا أريد أن أرى الظلام بشكل مطلق! هناك المدارس العربية في ميشيغن، وهناك دور العبادة، وهناك الجامعات، وعلينا أن نركز من خلال ذلك على تراثنا بشكل كامل، وأن نستفيد من أدياننا الإسلامية والمسيحية الشرقية في تهذيب أخلاقنا ومشاعرنا، وصولا إلى القيم في تراثنا وشخصيتنا…
. طرحتِ فكرة لقاء سنوي أو مهرجان سنوي يكون بمثابة يوم ثقافي لمختلف أفراد ومؤسسات الجالية العربية الأمريكية، هل المؤسسات الراهنة القائمة لا تكفي برأيك؟
– سأتحدث هنا وأنا أجيب على هذا السؤال كشاعرة وكرئيسة تحرير لمجلة صفحات وليس كأمينة عامة لرابطة القلم الأمريكية، وبصراحة، أجد كل مؤسسة عربية أمريكية في ميتشغن منكمشة على ذاتها بل ومنغلقة إلى حد ما لعوامل مادية، أو لعوامل أخرى، لا أريد أن أضع مسميات لأسبابها، ولكن أريد التركيز على مسألة نتوخى ونهدف من خلالها على تجميعنا جميعا، بهدف الإبداع، فمن من خلال تجربتي مع (صفحات)، كان لي أن ألتقي وأتواصل مع المبدعين العرب، في الشعر والقصة والمقالة والصحافة، وحتى في الفنون التشكيلية، فوجدت أن جاليتنا العربية تذخر بطاقات كبيرة فعلية، ومن الصعب أن تحصرها جمعية أو مؤسسة ثقافية واحدة، فالمؤسسة الواحدة لا تقوى منفردة على ذلك لا ماديا ولا معنويا، ومن هنا كانت دعوتي أمام هذا الوفر من الفعاليات الثقافية الإبداعية يتجلى بلقاء في مهرجان إبداعي سنوي ولا أقول أدبي فقط، مهرجان يلتقي فيه المبدعون العرب من أبناء الجالية شعرا وكتابة وأدبا و فنا تشكيليا وفنونا شرقية أخرى، وحتى الآن لم أناقش الفكرة مع أحد، ولكني بدأت بطرحها على النحو الذي سمعته في الإجتماع الأخير للرابطة، لترسخ في الأذهان وربما تشق طريقها إلى تفكيرنا لاحقا ليتسنى لنا في المستقبل تسهيل الأمر ولنطرح الفكرة على نحو جدي…
. لفت انتباهي أن مجلة صفحات مهجرية التي تترأسين تحريرها، في عددها الأخير قد نمت نوعيا في وفر الكّتاب والمقالات والقصائد، وتنوعها من أقطار عربية عدّة،
مما يعني أنها باتت تخطو فعليا لتكون ملتقى واعدا للأقلام العربية في المهجر، فهل يمكن الحديث عن الطموحات للرابطة القلمية في هذا المجال؟
– سأتحدث عن تجربتي الأخيرة في العدد الذي يحمل رقم الإصدار الـ 15 هي تجربة جديدة لي، وقد تم طباعته في سورية وبموافقة رابطة القلم العربية الأمريكية ومن الطبيعي أن تكون هناك بعض الأخطاء وبعض الملاحظات، نتيجة أن العملية تمت جميعها بالمراسلة، ولكن وبصراحة لم أجد التقدير اللائق لما قمنا به، كما وأننا لم نلقَ نقدا موضوعيا لتطوير المجلة من قبل بعض أعضاء الرابطة، بل كان هناك بعض المحاربة من بعض أعضاء الرابطة، في حين كانت مجلة صفحات في السابق متواضعة جدا، كما وأن عدد الكتاب فيها لا يتعدى الثلاثة، في حين وصلنا في هذا العدد الأخير إلى 100 صفحة، وإلى أكثر من ثلاثين كاتبا وشاعرا وباحثا، ومن المبدعين من مختلف الأقطار العربية، وأنا أشكرك على ما قلته حول العدد وتشجيعك ودعمك، كما وأن الناقد الأستاذ ابراهيم سعد الدين من مصر تحمس للعدد، وقرر أن يكتب عنه أيضا، وفي النهاية أكرر شكري لما تقومين به من اندفاع في ملاحقة نشاطات الرابطة القلمية الأمريكية وتغطية ذلك إعلاميا…
كتب في قسم: حوارات الورد والريح | لا توجد تعليقات | 2٬389 views