أبريل 14th, 2013 بواسطة إباء اسماعيل
ياليت قلبي يكرهك
شعر: عيسى بطارسه/ شاعر أردني يقيم في كاليفورنيا
- الشاعر عيسى بطارسة
كم مرةٍ أحتاجُ أن آتي إليكَ
بِلهفَتي وبِحُرقَتي..
وتَصدُّني في وَجهكَ القَاسي
مَلامِحُكَ الغريبَةُ
صَدَّ منْ لا وُدَّ في خَلجَاتِهِ،
صَدَّ الغَريبِ إلى الغَريبِ ..
لأكرَهَكْ؟
كمْ مرةٍ قد جِئتُ لا أبغي منَ الدّنيا
سِوى أن أرتمي، كي أحتَمي
من سَوطِ غُربتيَ اللعينِ
على يَديْكَ، فلا أجِدْكَ
ولا أراكَ بأعيُني
كي أندَهَكْ؟
وأخافُ مِمّا ظلَّ منكَ،
أرى بأنّكَ آخرٌ:
شَخصٌ غريبُ الوَجهِ
والقسَماتِ والدّمِ والسّلوكِ ..
أكادُ أقسِمُ أننا
ما كانَ يَوماً بينَنا
ما كانَ يَوماً بَينَنا
في قلبِكَ الغُرباءُ يَبنُونَ الحَدائقَ والقُصُورَ
وأنتَ لاهٍ تَشربُ الأنخابَ
والأحبابُ فيكَ تَعثّروا
وتَعثّرتْ ما بَينَهمْ سُبُلُ الحياةِ
وكلُّ آياتِ النّجاةِ
ولملَمَتْ في “سوف”
مقبرةُ الجُدودِ عِظامَها
ومَضتْ تلوبُ وَحِيدةً
حَيرى على الطُرُقاتِ
حتى خِلتُ أني تِهتُ لما جئتُ ..
أم أنَّ الزّمانَ المرَّ عَني
تَوّهَكْ؟
وبأيِّ قلبٍ بارِدٍ أفلَتَّ في عرضِ الكُرُومِ وطُولِها
زُمَرَ الثّعالبِ كي تَعيثَ تَعَسّفاً
حتى استَحلّوا عُنوةً ما لا يُحلُّ
فَجوّعُوا وتَنكّرُوا وتَجبّرُوا
وبَنُوكَ، منْ كانُوا بَنُوكَ وكحّلوكَ وزَيّنُوكَ ..
تَناثَرُوا، هانُوا عَليكَ!
ومن يَهُنْ أبناؤهُ في عِرفِهِ
يُمسِي مَعابِرَ للذَئابِ الجائِحاتِ
يَصيرُ في عِرفِ المُواطِنِ والوَطنْ
شيئاً كئيباً مُمتَهنْ
وَطناً حَزيناً مُنتَهَكْ!
من شوّهَكْ؟
من فضَّ كُحلَكَ من عُيُونِكَ
من تُرى اجتَثَّتْ يَداهُ
عُروقَ زَعتَرِكَ الأليفِ
ومن تُرى نَحرَ المَودَّةَ في القُلوبِ
وأيُّ جُوعٍ كافِرِ القَسَماتِ
هجَّجَ من كُروُمِ الحبِّ فِينَا
قُبّراتِ الألفةِ ال كانتْ تُطرِّزُ حَولنَا
سَهَرَ الليالي بالنّجُومِ وبِالغِناءِ
وحَفسَةِ الفَجرِ الجَديدِ ..
تُنيرُ في القلبِ الأمَاني الخُضرَ
تُعلي ألفةً تَعلو على وَجَعِ المسَافةِ
واشْتِدادِ الهمِّ والبَردِ الشّديدِ ..
فأينَ أنتَ اليَومَ منّا؟
ما تَرَى مِنكَ عُيُوني هَهُنا
حاشَى بأن يرضَاهُ قلبي لحظةً
أن يُشبِهَكْ.
يَاليتَ قلبي مَرّةً يَقسُو كقَلبِكَ
أيهَا العَاصِي العَزيزَ،
ليَكرَهَكْ.
كتب في قسم: العدد السادس عشر | تعليق واحد | 2٬901 views
كيف فاتني هذا اللقاء الجميل الذي حصل قبل خمس سنوات ويومين، وفاتني هذا الكرم الذي فرد فوق عري هذا اليوم سحبا ماطرة معطاءة خيرة؟
هل أعتذر من شاعرتنا الجميلة الطيبة الكريمة اباء اسماعيل أم أعتذر من قلبي الذي ضاعت عليه فرصة لقاء الجمال والكرم والطيبة؟ أم أعتذر مني وأنا أوبخ نفسي وقدري؟
مجرد حضوري في هذا الصرح الشعري الجميل لهو تكريم ووسام أضعه على صدري.
باقة شكر للصديقة العزيزة الشاعرة المبدعة إباء.