البحر الصاخب بالضوء
نوفمبر 1st, 2008 بواسطة إباء اسماعيل
لِمَ النار في دمائك
تَراقص ُ حيتاناً ؟ ! …
لِمَ السواد يحتل ُّ
بياض أمواجك ؟ ! ..
لمَ الأحمر ُ يذوب فيك
ويتيه ُ عن سِفْر الخروج ؟ ! ..
هل ألقي بخصلات قلقي
وجدائل روحي فيك
كي أصير عروس َ بحر ٍ
شعرية
تحيا في وهْجك َ السماوي ّ ؟ ! …
* * *
أم أذوب ُ في وهج ِ أمواجك ؟ ! ..
ها وجع الأرض
تَراكَمَ فِيَّّ عصوراً
وحزن الأرض
كحَّّل أجفان قلبي خراباً
وَجوعُُ الأرض
تصحّر في تربة أعماقي
وها أنيني يفوح ُ
ويُغرق أضوائي
كغربة ٍ موحشة ْ ….
* * *
لن تنتمي أحلامي
إلا لمدُنِك الملتهبة
وها أنا أدخل أبجديتك َ المائية ،
طيراً من موسيقا
وشجرة رؤى
ترسم مداها مخلوقاتك ….
ها أنا أصعد ُ أروقة سحريّة
عبر سلالم الحلم والكلمات
وإيقاع ُ مياهك َ
يعبثُ بِزَغب أجنحتي
وينفح ليْليَ المستوي ،
على واحة الغموض
المعمَّد بالضوء
والحريّة ْ …..
* * *
من دوائر أمواجك
إذ ترتدي عباءة الكون
عبر أنفاس الزّمن
عبر عصور الماء
والحبِّ ،
أنسج خلايا أنفاسي
وينتفضُ رأسي المولع
بصُوَرِكَ البحريّة
لأرى لؤلؤ ملامحي
في أصداف ِ موسيقاك ….
وَتناغُمَ أحرفي
في قلبي المرتفع
نحو سمائك ……
* * *
يا الذي ليس جذراً
تتكسّر أغصانه
قبل الولادة …
بذور غابة ٍ شعرية أنا
أُرسل عواصف روحي
وهديل َ مشاعري
طروداً بللت ُ أوراقها
بصخب أمطاري
لتحطّ في جزيرتك المدهشة ….
يا الذي عتَّقَتْه ُ ،
شمسُ الفلاسفة
ومَسَّه روحُ الشِّعر
المُعتَّق ! …..
* * *
امتصي أيتها السماء
غُبار أنفاسه
لتُعيدي زرقتها
بعد أن أسدل عليها
ستار الحداد ْ …
واشعلي أضواء حريته
المتبقية لصباحات ِ
الأرض ….
عانقيني أيتها السماء
فأنا قبرةٌ مزّقها الليل …
دعيني أكرج في
مساحات ضوئك ِ
على امتداد سريرك البحري
كي أذرف موسيقا روحي ! …
* * *
لن أخشى الإنحدار
إلى أعلى درجات ِ
الرَّماد ْ …
لن أخشى الصعود
إلى قاع الغربة
ونزيف الألم ْ ….
ففي عبق أنفاسك
تتعانق شطآن ُ بدايتي …
هل سأبقى ،
قصيدتك َ المشّعة
الصاخبة كنجومك البحرية
والرَّحبة كأمواج
سماء الحلم ؟ ! …
* * *
افترشني سُندساً مائياً
في قاع وجودك َ
واحضن أجنحتي ،
في صعودها وهبوطها
واعكس ْ أضوائي الصارخة
فيك
كارتعاش الفرح والطفولة …
سأفترشُ أمواجكَ
وأمدُّّ أجنحتي المتنامية فيك
إلى آخر ريشةٍ
من ريش روحي
المتناثر
في فضائك ! …
* * *
لن يكسر الخوف
أشرعتي
وأنت َ … أنت َ
يا فضاء مملكتي
وتشابك أغصان روحي
آن تشدُّني إليك َ
لؤلؤة ً خرافيّة
أوسمكة ً مجنَّحَة
أو ماشاءت رياح ُجنوني
أن تهب َّ منك َ وعليك …
آن تعجنني في دمائك َ
أنشودة ً
تتغلغلُ في أخاديدك
لأفتح نوافذ أعماقك َ
بناري ! ..
وبِنبضِ جنوني الصاخب الضوء
والحلم ِ
سأفتح ُ رؤاكْ !! ….