تحية لروح المفكر القَومي العربي الأستاذ فائز اسماعيل .. لرحيلك مرارة الغُربة ورحيق الأنبياء
يناير 1st, 2017 بواسطة إباء اسماعيل
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%B2_%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84
تتمرأى الأفكار و الرؤى من قيثارة روحكَ وبَوحي
تتألق الذاكرة والذكريات منذ الطفولة حين علّمتَني معنى (الإباء)
يا عَميّ روحي معك
قلبي معك
صوتي إليكَ يطيرُ في ريح الزمان ويصبو إلى نجوم تَطلُّعاتك
وإشراقاتك الجديدة .. أقول الجديدة
نعم .. كل ماهو جديد سيسطع من الأجيال التي تتلمذتْ على وهج فِكْرك المتّقد ورسالة عطائك السّامي
هذا الزمان يُرينا صحوةَ الضباب في شعوذة الحياة
هذه الأيام تجري
وأنتَ تغيبُ تغيبُ
حملتَ همومكَ .. همومنا .. هموم وطنٍ متجذّرٍ في الحزن
يطفو فوق جليد الخَراب
وتنمو من تحت الجليد
وتصحو براعمه الصغيرة
وتتلف الزهور
لتخصب من جديد..
اقتربتَ من الإله كثيراً
سموتَ ياعمّي وطفتَ بين السَّحابِ
طفتَ بين النجوم هنا على هذه الأرضِ الكئيبةِ
كنتَ كوكباً سياراً لايعرف الجمود ولا الوقوف عند المنحدرات
ارتفعتَ ببساطة الأنبياء
ونسجتَ حروفكَ الوضّاءةَ بساطاً دافئاً للبشَر
وللأوطان ..
لأمّتِكَ التي مااعترفْتَ بحدودها أبداً
بمسحةِ حزنٍ أراها بعينَي روحي
من صوتِكَ المتدفقِ كنهر بردى
كان يحكي قصةَ صراعاتِ وطنٍ
يقاومُ يقاومُ حتى آخر العمر يُقاوم
لم يهدأ وكلُّ الأوطان لديه نبعُ واحدٌ ووحيد
في نبرةِ صوتك حدائق المجد و العنفوان تطوف فوقها عصافير الأمان
وتتطلَّع إلى عنفوان الغد
مهما احترقت الورود
وتكسّرتْ أجنحة العصافير
بحثاً عن سمائها البعيدة
ضاقت بك الدنيا بما رحبتْ
ضاقتْ أجنحة الحمام
وضاقت الكلمات
بعد أن طافت على صفحات كتابك
لتعلن بقاءها على هذه الأرض
ولتودّعك .. تودّع فيك الجسد الراحل
في تسابيح الروح الخالدة ..
أتأمّل حضورك الغائب
هديل روحك وأنا أقرؤها السلام
السلام عليكَ يا سيد الحكمة و نبع الحنان
السلام عليك ياعمّي .. على مجد حضورك ورحيلك
على عُمق فكرِكَ البهيِّ
وأحلام وطنك الذي تركتَه ولكنه بقي فيك
بقي يسكن فيك .. في روحك ، في أحرفك ، في بشر كثُر كثُر
أعطيتهم وأعطيتهم ياعمُّ حتّى نخاع الوطن .. أعطيتهم .. رحيق أسباب وجودك ووجودهم ..
خمرةَ حكايات أفكارك المعطّرة
وبادلوك المحبة بالمحبة و النقاء بالنقاء
لكنك لم تنثنِ للغدر والخداع . لم تستجِب لثعابين هذا العصر
بل كشفتَ أقنعتهم وقشرتَ جلودهم الميتة
ووضعتهم في أماكنهم اللائقة بهم ..
وحملتَ رسالتك للناس مشعلاً
أشعلتَ شموعها من نبل روحك وجسدك ..
ودخلتَ نجماً ساطعاً في سماءٍ متلألئة بالنجوم
مع أولئك الذين لاخوفٌ عليهم ولاهُم يحزنون !!
_________________________________