أُمسية شعرية حافلة للشاعر المبدع عدنان الصائغ في ديربورن / الولايات المتحدة
نوفمبر 15th, 2008 بواسطة إباء اسماعيل
أُمسية شعرية حافلة للشاعر المبدع
عدنان الصائغ في ديربورن / الولايات المتحدة
أكرم سليم / تورنتو :
عدنان الصائغ يعلن من الولايات المتحدة عن إقامته بيننا مقيماً أبدياً. . شاعراً وإنسان
لبى الشاعر المبدع عدنان الصائغ أثناء زيارته الى كندا دعوة جمهور ديربورن في الولايات المتحدة لإقامة أمسية حافلة أحياها الشاعر مع بعض الشعراء العراقيين المقيمين في ديترويت ، وكان منهم الشاعر كمال العبدلي والشاعر فضل جبر مع القاص والشاعر علي التميمي إضافة الى الشاعرة السورية إباء إسماعيل ، ودائم الحضور الذي لايبخل علينا دائماً بعذب الكلام شاعرنا كريم شعلان
ومن قصيدة الشاعر كمال العبدلي هذه بعض الابيات :
مُشاكسةً ما نؤولُ إليه
ترسم في إشراقها الكلمات
تغني ترقصُ . .
أحياناً معاندةً بسمفونية أشرطة الأضواء
توحي أمسكوا على جمهرة التفاؤل
يادوائر بريد الحلم
لابد أن نرتل للأجنة
مادام العالم قصص ونحن الشهود
أو مايوم إشتعال الارض زوراً
يوم لم تؤي بقايا حراس الوطن حتى مشافي المجانين
وقفت . . صرخت . . رفعت يدك إحتجاجاً
قلت إنتظريني تحت نصب الحرية
ومن قصيدة الشاعر والقاص علي التميمي هذه الأبيات :
من هنا مرّ عراف التاريخ
يحمل حقيبةً ومرآةً وفندوس التمر
الحقيبة للذكريات والمرآة للمستقبل وفندوس التمر ليوم الشدة
مر العذاب خاطفاً كالسهم وخفيفاً كالريح
عبر بحار الظلمة ومحيطات الهلاك
عبر جبال الخيال ووديان الصد مارد
مر العذاب سريعاً كحلمٍ خائف
حاملاً حقيبته ومرآته وفندوس التمر
في . . التين سقط فندوس التمر
وفي أنفاق الظلمة تشظت المرآة
والحقيبة سلبها قاطع طريق
على قمة جبل قريب من الله
صعد العراف ورفع عقدتهُ بالنداء
أيها الرب . . كن عوناً لي
في الحقيبة المسلوبة كدست كثيراً من الاعمال الصالحة
وتلك المرآة المتشظية كانت لي بمثابة شاقول البناء
أما فندوس التمر فقد كنت أدخره قرباناً لوجهك تعالى
في ذلك اليوم هطلت من الارض أمطارٌ غزيرة
حتى غمرت السماوات كلها
قيل في تفسيرها إنها دموع ملائكة الرحمة
التي راعها أن ترى عراف التاريخ مكبلاً بأثقال الخيبة
أما الشاعر المبدع الكبير عدنان الصائغ فقد ألهب جمهور الحاضرين بما جادت به قريحته ، ومن قصائده :
العراق
عندما الأرض كورها الربُّ بين يديه
فقسم فيها اللغات ، النبات ، الطغاة
الغزاة ، الحروب ، الطيوب
الخطوط ، الحظوظ ، اللقى والفراق
ووزع فيها العباد ، السواد ، الوصايا ، البلايا ،
الحواس ، الجناة ، الطباق
قصرت روحهُ غصةٌ فكانت العراق
شيزوفرينيا
في وطني يجمعني الخوفُ
ويقسمني رجلاً يكتب
والآخر خلف ستائر نافذتي يرقبني
حنين
لي في ظل نخيل بلادٌ
مسورةٌ بالبنادق
كيف الوصول إليها
وقد بعٌد الدرب بيننا والعتاب
وكيف أرى الصحبة من غُيبوا في الزنازين
أو كُرشوا في الموازين
أو سُلموا للتراب
إنها محنةٌ بعد عشرين
أن تبصر الجسر غير الذي قد عبرت
السماوات غير السماوات
والناس مشغولة بالغياب
حيرة
قال لي لاتقصص رؤياك على أحد
فالشارع ملغومٌ بالآذان
كل أُذنٍ يربطها سلكٌ سريٌ بالأُخرى
حتى تصل السلطان
العراق
العراق الذي يبتعد
كلما إتسعت في المنافي خطاه
والعراق الذي يرتعد
كلما فتحت نصف نافذةٍ
قلتُ آه
والعراق الذي يرتعد
كلما مرّ ظلٌّ تخيلتهُ
وعتاً تترصدني أو متاه
والعراق الذي نعتقد
نصفُ تأريخه أغانٍ وكُحلٌ ونصفٌ طُغاة
الحلاج
أصعدني الحلاجُ الى أعلى سلم في بغداد
وأراني كل مآذنها ومعابدها وكنائسها ذات الأجراس
وأشار إليَّ
إحصي الدعوات الحرّى
تتصاعد يومياً من أنفاس الناس
لكن لا أحد حاول أن يصعد في معناه الى رؤياه
ليُريه ماعاث طُغاة العرب
وما أشتطَّ الفقهاءُ وما فعلهُ الحراس
نقود الله
على رصيف شارع الحمراء
يعبر رجل الدين بمسبحته الطويلة
يعبر الصعلوك بأحلامه الحافية
يعبر السياسي مفخخاً برأس المال
يعبر المثقف ضائعاً بين ساهو وحي السلم
الكل يمر مسرعاً ولا يتلفت للمتسول الاعمى
وحدهُ المطر يُنقط على راحته الممتدة
بإتجاه الله
كيف أختصروا الله
لفوهُ بوصاياهم
وأشاروا . . تلك وصاياه
يالناطقُ بإسم الله
ربي لم يحتد سيفك
كيف تقنعني
الحجاج ثانيةً
من ينقذني من بلواي
مافي الجُبةِ إلاه
وما في الجُبةِ إلاي
وأنا الواحد وهو الواحد
كيف إنفصلا كيف إتحدا
في لحظة سكرٍ بين شكوكي فيه وتقواي
لم تر ربكَ إلا بالنصلِ وبالدم
وأنا أبصرهُ بالكلمة في زرقة عينيها واليمْ
لا ناقوس ولا مأذنةٍ
يا عبد لماذا لاتسمع ربك في الناي
ياهذا الفارس
ولتنظر كيف تحاور ربك والشيطان
أكثيرٌ أن تتعلم كيفَ تحاور الثان
لن يكشف هذه الغمة عن هذه الأُمة
والنص النص القاطع فوق الهامة
مربوط منذ قرون بخيوط
بل كيف يُرد الحيف
ونرى الحق من الزيف
وهموا ماحكموا وأحتكموا إلا بالسيف وللسيف
ياربي كيف نُمايز بينهما
وجميع نصوصك قابلة للتأويل
كألوان الطيف
وضعوا السيف كتاب الله
كيف سنقرأه
للقاتل أجرٌ وللمقتول لهُ أجران
ولنا ليس لنا نحنُ المطحونين على الصفين
سوى أن نحصي عدد القتلى
بأصابعنا والآه
سبحانك أنزلتَ كتابك مرآةً لأولي الألباب
تتلون فيه الآيات الأحكام الأطياب
لكن البدو والأعراب
لم يروا فيه سوى
سيفٍ وحجاب
أسرة تحريرجريدة أكد / تورنتو : كان هذا بعضاً مما أجاد به شاعرنا الكبير عدنان الصائغ ، وسوف نتواصل مع قُرائنا في نشر باقي قصائده وباقي نصوصه المفعمة بالصور الشعرية الجميلة التي تفاعل معها الجمهور ، عدنان الصائغ خلف وراءه بصماته ، وأعلن عن إقامته بيننا مقيماً أبدياً شاعراً وإنسان