شراراتٌ وردية
أبريل 13th, 2013 بواسطة إباء اسماعيل
شراراتٌ وردية
للبحر نافذةٌ ،
تطلُّ عليَّ من صخبٍ
وتحملني إلى شجنِ الرّحيلْ…
ولِنبض روحِكَ موجة ٌ
أمضي إليها ،
كلَّما اتَّسعتْ جروحي
أو هوى قلبي ،
إلى ليلي الطويلْ …
لكأنَّ نبضكَ في دمي
روحانِ يفتتحانِ دربَ المستحيلْ …
* * *
أتأمّلُ الصبحَ النّديَّ
يلفُّ روحي،
حينَ تتبعني خطاكْ …
وألمُّ ماءَ الحلمِ
كي أسقي رؤاكْ …
والسرُّ في عينيَّ
أنتَ ضياؤُهُ ،
وفضاؤُهُ
والصّبحُ من وهج المحبّةِ
جاء يشدو في رُبَاكْ …
هيَّا صغيري
ابقَ طفلاً شاعِراً
كالموج في صوتي
وأجِّجْ ماءَ روحي في ذراكْ …
وامْلأ عيوني بالحنينِ
لكي أضيئكَ دائماً
وأظلَّ أومضُ
في هواكْ …
* * *
أملٌ يطيّرُ في فضاء الحبِّ
أجنحتي
ويحملني البريق إلى مدى بريّةٍ
في مهجتينْ
و أناملُ الورد التي حطّت سناها
في سماءِ السنبلهْ
تستصرخُ الأزهارَ في فينوسَ
أن تأتي ،
وترسمَ قبلتينْ …
وأنا وأنتَ ،
حمامتانِ
تحمْحمانِ الضّوءَ
واللغة َ الغريدة َ
في مدائنِ غربتينْ …
ألأننا طيران في أفق الصدى ؟
نطوي جناحينا ربيعاً كالسَّناءْ …
أم أننا ثمرٌ،
تفتّح في أنين الأرضِ
يلتمس البقاءْ ؟
أمْ أننا نحن الطبيعة ُ؟
نحْنُ أولادُ الخصوبةِ
نحْنُ أزهارُ النقاءْ …
من نبضنا ,
من صوتنا الآتي
سنصعدُ في الضِّياءْ !…
____________________________
الشعر لغة الروح آن تمتزج روح المبدع بروح الكون، ولهذا فهو يستعصي على الترجمة.. من يقوى على ترجمة الأرواح؟! جميل هذا البوح الدافئ الموشى بلمسات ملونة من شجن خاطف. وإذا كان النشوان لا يملك أمام صوت فيروز إلا أن يقول: آه، آ..ه!.. كذلك حالنا مع الشعر الذي يخطف الروح بعذوبة حنين الناي ورهافة سبحاته الأثيرية…
إذا كان في عطاء جيلنا الغارب شيء من رقة فنية أو رسيس من جمال شعري.. فإن جيل الشاعرة المرهفة إباء إسماعيل هو امتدادنا الأبهى والأجمل…
أعرف أن قيمة طرفة والخنساء والمتنبي والمعري وابن زيدون ، وصولا إلى السياب وخليل حاوي ومحمد الماغوط وغيرهم.. تتجلى في قراءتهم وتواصل الأجيال الصاعدة معهم.. فإن جيلكم بهذا الألق الإبداعي الشفيف هو الذي يعطي للتراث نضرته وأهميته واستمراره. في الشعر لا فارق بين ينبوع النهر ومصبه.. لأن الشعر كله ينابيع لا تحتمل اعتكار المصبات.., تحية لهذه الشاعرية الأخاذة.