مارس 6th, 2013 بواسطة إباء اسماعيل
صهيل
براءةُ الأنهارِ تضيء شراييني،
حين أنظرُ إلى ظلّي
في فُراتِ عينيكَ…
كلماتُكَ نورٌ
أرتشفهُ … فأراكْ …
النّورُ يلفُّ أحْرفكَ الممزوجةَ بالشِّعرِ والاشتعالْ …
وروحي ورقةٌ ترفرفُ
كالنورسِ في مهبِّ روحكَ
آنَ تهطلُ أحرفُ القصيدةِ
كأمْطارِ صيفْ …
معجزة اللقاء المستحيل مع شمس روحكَ،
وحوار الغريبَين في حميميّة اللقاء
تصنع جنوناً خرافيّاً،
أقربَ إلى الطّيرانْ …
ثمة مفرداتٌ تعشوشبُ في عاصفة أنفاسي
أكبح ريحها
كي أبرهنَ أني ما زلتُ تائهةً
في جرياني البطوليّ
نحو شطآن يديكْ !
عباراتي تلاحقني كأنهارٍ جاريةْ
وأسألُ : كيف السنونُ المتراكمةُ بغبار السفر،
تُعيد ملامحَنا المائيّةْ ؟! ..
* * *
أتجدّدُ فيهِ أنا
أقرأهُ برْقاً وسحاباً كما لو أنَّهُ ليسَ أنا
أو لكأنّني لستُ هوَ
هي اللغةُ تتماهى فينا …
هي الرّوح تطيّرُ عطورَها كالبنفسجِ لتكوِّنَنا :
برْعمين في صحراءِ غيابْ ،
نجمَين تساقطا
على أوراق الشِّعْرِ
وأخْصبا سيمفونيةً حائرةْ …
ها نحنُ ليلانْ :
كلّ ليلٍ كتابْ
كلّ رعشةٍ بَوحٌ أليفٌ كالمطَرْ !!
هكذا تتدحرجُ الأيامُ
وتسْتيقظُ المدنُ من نومها الطويل
لتكْتبَنا صفحةً مضيئةً
في تاريخها الحالمْ !!
* * *
حين أخرجتُ ( هْيورُن) منْ عينيَّ
رأيتُ أصابعكَ بخوراً
بضبابهِ و تعاويذهِ
يحْمي حضورنا الصّاعقْ …
تأمّلتُك فرَساً
وصهلتُ فيكْ …
أتراهُ غيّرَني فارِسي ؟
أمْ عجنني أسطورةً طرواديةً ؟!..
وهو يشتعلُ في حزنهِ
على أضوائي الغريبةِ
في الصمْتِ والجنونْ !!
خبّأتني الغربة تحت عباءتِها
وأنا أختتمُ سَفَري بلقائهِ الغائبِ الحاضرِ كالغيمِ
على شرفاتِ الشمسِ والمطرْ …
أختتمُ شوق جذوري إلى جذورهِ
حين ينصهِران في أسطورة الغيب
بحثاً عن أملٍ مجنّحٍ
أو غابةٍ تشبهُ الجنة والنارْ…
ها أنذا أسكبُ روحي الشرقيةَ والغربيةَ
من ( هْيورُن ) إلى ( برَدى )
أتوَحَّدُ فيه سمكة ًناريّةْ
لأصبَّ جنونيَ في جنونهِ ! ..
وأنا لا أملكُ غيرَ تلك الحفنةِ المشرقةِ
من خلايايْ …
أنا السَّاهمةُ في شِعْريَّةِ وجودي
ووجودهِ …
نتطاير معاً كلّما ساقنا الزمنُ
إلى غيابٍ آخرَ
في سماءِ القصيدةْ …
____________________________
كتب في قسم: عصافير القصائد المبعثرة | لا توجد تعليقات | 4٬327 views