فُتات وطنْ / قصائد قصيرة
سبتمبر 10th, 2013 بواسطة إباء اسماعيل
فتات وطن
قصائد قصيرة
صوت
لعمرٍ فتيٍّ ،
من الصَّوتِ هلَّ
يفتِّشُ عن غيمةٍ في غبارْ …
لصوتٍ يجيءُ على شكْلِ فجْرٍ
ويُشرِقُ بينَ الدَّمارْ …
رحيلٌ ينادي أنين النخيل
يسافر دهراً
مآذن نورٍ،
ويرسمُ وجهَ الرمالِ اخْضراراً
ويفْتحُ بين الصَّحارى ،
نوافذ ضوءٍ ونارْ..
لصمتٍ يبوحُ
وقلبٍ يُسائلُ : كيفَ السبيلُ ؟
وكيفَ يضيء النبيُّ بقلبٍ ينادي
كفانا احتضارْ ؟!
تكسّر هذا الصباحُ
وناحَ النخيلُ
ولكنَّ شمساً تسامتْ
تلمْلمُ جرحَ البلادِ المُنارْ …
صليل القيود يئنّ
لعمق الجراح ،
تضيء جراح الحسين مراراً
وتصرخُ :
هلْ من نهارْ ؟!
* * *
مقابر
لصمتِ المقابر صرخةُ أرضٍ،
وجرحُ وطنْ …
وَلي عند كلِّ ضريحٍ
شهيقُ دموعٍ
وفجرُ فننْ !
لهم أن يصوموا دهور الحياةِ ،
المماتِ ،
ويستنجدوا بفتاتِ المحنْ…
ولي أن أباركَ أمنيتي
في ظلام الزمنْ !
فهيّا نفتّحْ زهورَ الأماني ,
على كلّ قبرٍ
ونقبرْ جميعَ الفتنْ …
هدنة
هدنةٌ
لاحتضار المكانْ
هدنةٌ
لاختصار الزمانْ ،
للطيورِ تعودُ إلى فيءِ أعشاشِها
وتغرِّدُ لحْنَ الأمانْ …
وبارقة من هوىً
تغتني بالفصولِ
وتسكبُ أزهارها ،
فتنة ً
وافتتانْ .
فلماذا يموتُ الكلامُ الجميلُ
ولمْ نبدأ الضوءَ ،
لم يتكسَّرْ جنونُ الرحيلِ
وحزنُ الترابِ
وتنهيدةُ البيلسانْ ؟ …
احتراق
لِمكاننا المنهوبِ ،
في وطنٍ ،
تَقاسَمَهُ الطغاةُ
وحزَّهُ سيفُ الشجنْ …
أهدي جراحي كلّها
وأضيءُ في عتمٍ كَمَنْ …
أَأُقاصِصُ النّخلَ القتيلَ
وأرتمي ،
بين المحنْ ؟…
أم أنطوي ،
كغزالةٍ مطعونةٍ
وأظلُّ أحلفُ بالوطنْ ؟!
* * *
قدْ روَّعَ الوحشيُّ عمري،
في مخالبهِ سدىً …
وذوى الصّغيرُ بِطَلْقةٍ
نزفتْ على أجداثِ قاتِلْ…
وَهَوى الوليُّ بِصرخةٍ
سقطتْ على أنفاسِ بابلْ..
يا مِرْبدَ الحلْفاءِ !
يا نَجَفاً يقاتلْ !
سأظلُّ أصرخُ :
إنَّ هذا الليلَ ،
هذا الموتَ
زائلْ …
* * *
الآن تجرفني السيولُ
كما الغريقْ..
جلجامشُ المفتونُ يهذي ،
في دمِ الموتِ العميقْ
قد يحتفي الطاغوتُ بالنفط العتيقْ
مَنْ ذا يرمّمُ ما تبقى
للبهاءِ السّومريِّ
من الحريقْ ؟!
سَواد
سَوادٌ ،
يباركُ ليلَ الطريقْ …
فيأخذُ هذا الجنونُ مداهُ
و يمضي…
يُنادي الوليدُ البقاءَ على
ضفَّةِ الأملِ المختفي
في النجومِ القصِّيةْ ..
كما يفتحُ الأولياءُ
دروبَ الزوايا المضيئةْ..
و نبقى نشعُّ
ونكبتُ في الروحِ هذا البريقْ …
كأنَّ المساءَ
مرايا الضَّبابْ …
* * *
سَوادٌ مُخيفٌ
ولكنّها الأمنياتْ …
تُلاصق سرَّ الترابِ
و تجلو أنينَ الخرابْ …
* * *
سَوادٌ غريبٌ
كهذا المَساءِ الغريبْ …
جنودٌ … جنودٌ
يجيئونَ كي يثبتوا ،
أنَّ هذا السّوادَ نَهارٌ
وَأنَّ حُطامَ الخليجِ
زيوتُ رمادٍ
تضيءُ سَوادَ المُقَلْ …
وأنَّ العيونَ التي تعشقُ النورَ
والانتصارَ
ستفقدُ دربَ الأملْ …
وأنَّ القلوبَ ستسقط ُ
تحتَ السّرابْ !..
* * *
سَوادٌ
كَعَصْفِ البقاءِ
و ما لي بديلٌ سِوايَ
لأقطفَ من شمسنا
ورْدها …
و أزرعَ في الليلِ
شمعاً وفيرا
وأنفثَ روحي هزيعاً أخيرا
سأرفعُ في قمةِ الصمتِ
ضوئي
و أنشرُ شِعْري ،
على ورْدةٍ في السّحابْ !…
شروق
الآن يشتعلُ الكلامْ …
الآن تشتعلُ القلوبُ
فيحتمي النارنجُ في روحي
ويشهقُ في المدى
جرحُ الغمامْ …
في عمْقِ روحي واحة ٌ تحْبو
وقبَّرة ٌ تصارعُ ظلمة َ المنفى
إذا انطفأَ الهديلُ
وأطفئتْ في الرمْلِ
أطيارُ الحَمامْ …ِ
وأنا أنينُ الصحوِ
في هذي الرّؤى
وربيعُ ألوانِ الصّدى ،
وبشارة ٌ تنسابُ في أنهارِ أمنيةٍ
على مدِّ الركامْ …
وَطني .. أُسائلُكَ الكلامْ
وطني .. بقايانا حطامْ ،
شجرٌ منَ الألغامِ
أسوارُ الأنينِ المرِّ
أسماءُ الدِّماءِ
وعنفوانُ الضَّوءِ
في دربِ السلامْ …
خارطةُ المَتاهة
نَزْفٌ أنا ،
أَتأبّطُ الجُّرْحَ القديمَ
وأدْخُلُ المُدُنَ الأسيرةَ
مِنْ حواجزَ مشرعاتٍ
للعنيدِ و للمُعانِدْ ! …
ها إنني طفلُ الفصاحةِ
في مدائنِ مَجْديَ الغالي ،
صعدتُ إلى الذرا
وصرختُ في جرحِ الندى :
أيكونُ لي صوتُ الكنائسِ
و المَساجِدْ ؟..
أيكون لي حلمُ السنابلِ
و القصائدْ ؟
أَيَكونُ لي لُعَبٌ
و مَدرسةٌ
وقائدْ ؟
أيكونُ لي بيتٌ ، أبٌ ،
أمّ تهدْهدُ حيرتي ،
وشُجيرةٌ
أو بئرُ ماءٍ أو موائدْ ؟!..
* * *
أَنا كلَما ،
صلَّيْتُ أقرأُ منْ صباحيَ
فجرَ روحي
ناسياً عتمَ الغيابْ …
أَنا كلّما ،
أَمْسَيْتُ أَنْسُجُ في التُّرابِ
وصيَّتي
وثيابَ أرضي
رحتُ أبعثُ من دمي
عبقَ الترابْ …
أخشى إذا اسْتَنْهَضْتُ أُمْنيةً
وقعْتُ بِجُبّها
و أنا الذي،
ما زالتِ الأطيارُ في روحي
تطيرُ معَ السحابْ …
راشيل كوري
راشيلْ ،
رشقَتْ أمريكا
بزهورٍ لم تزرعها
نسجتْها ضوءاً من فمها
منحتْها قلباً من دمها
حرقت أوراقاً صفراءَ
وأضحتْ شجرةْ !.
لم تتفلسفْ راشيلْ
لكنَّ مقولتها الخضراءَ فتيّةْ
صارتْ إيقاعاً عربيّا
واقتحمتْ بطنَ الحوتِ المحمومْ ..
فتحتْ ثقباً
في تاجِ الملِكِ المزعومْ ..
وتنامَتْ كأميرةِ شرقٍ أسطوريةْ…
___________________________
تحية ود
معزوفات جميلة كجمال البحر
كجمال الورد والزهر
كجمالكِ سيدتي
مررت من هنا فاستوقفتني هذه الغابة الصغيرة فرأيت بها وروداً ونباتات الصبار وبعض النباتات ذات الأشواك، لم أتجول فيها كثيرا، سأعود لها لاحقا جالبا معي كرسي كي أتأمل فيها،تحياتي عزيزتي