لسْتُ الأميرةَ ..أنا ظلُّ شجرةٍ في وطنٍ مَنْفيّ -قصيدة نثر – للشاعرة إباء اسماعيل من ديوان ( أزهِرُ فيك بنفسجاً )
فبراير 22nd, 2020 بواسطة إباء اسماعيل
لستُ الأميرةَ.docx-قصيدة نثر – للشاعرة إباء اسماعيل من ديوانها الأخير – أُزهِرُ فيكَ بنفسجاً –
لستُ الأميرةَ ..
أنا ظِلُّ شجرةٍ في وطنٍ مَنْفيّ
_________________________________
مَنْ قالَ بأنِّي أُطفئُ شجرَ البرقْ؟! ..
وهو أنايَ التي تأخذني
إلى حرائق الورد المشتَهى،
وسمائي التي تطْفحُ
بطيورٍ مهاجرةٍ
إلى أقصى الأوطانِ المُغَيَّبةْ…
مَنْ قال بأني أُدْمي سنابلَ الحُبِّ
وأرفرفُ كطيرٍ مذبوحٍ على
قِمَّة أشعاري؟!
لا تُصيبُني الفصولُ بنشْوةِ الموتْ؟!
ها هي الأحرفُ التي تستنزفُني
قامتْ مِن مَوتها،
وتحدَّثتْ عن شهوةِ القلبِ
قبلَ اشتعالِ هذيانِهْ ..
**
ولماذا أطفِئُ شجرَ البرقْ؟
وأنا البرقُ حين يُصيبُ ذاتَهُ
بداءِ الحُرقَةِ الوطنيّةْ…
مَن قالَ أنِّي الأميرةُ
والمجدُ لي؟!…
**
لستُ الأميرةَ
أنا ظلُّ شجرةٍ في وطنٍ مَنفيّ
أنا عصفورةُ التَّشرُّدِ في بلادٍ
تتناسلُ الطفولةُ فيها بالأنابيبْ ..
و تحترقُ في بحْثِها
عنْ بترولِ العرَبْ!!
**
كيفَ للذي يهْوى
أنْ يلمَّ حرائقَهُ عن جسدهِ,
وينامَ في ظلِّ الهيامْ؟!
الذي يهوى امرأةً من نارٍ
أو وطناً من شُعاعِ القذائفِ
والأمطارِ البركانيةْ،
سيحفلُ بكلِّ أشرعةِ القضاءِ والقدَرْ ..
سيحفلُ بكلِّ ألوانِ التوهُّجِ
في ثمارِ الحُبّ،
في بريقِ الانهياراتِ الكونيّةْ..
وكيف أُبْعدُ نزيفَ القلبِ عن
حمّى الحميمِ يتقاذفُني
إلى كلِّ الجهاتِ،
ويشْربُني
كأنّي جنونُ جمراتِهِ ؟!!
القلبُ يغْرقُ
في موجِ بحارِ الحروبِ المستَباحةْ..
العتمُ هو وجهُنا الآخَرُ ..
كيف نُخْفيهِ؟
كيف نبحثُ عن بياضِنا في العتْمِ؟
هذا الكائنُ الذي استباحَ أحلامَنا،
استنهَضَ رؤانا إلى حيثُ السّيوفُ والقنابلُ
هي الحكَمُ الفصْلُ…
والجثثُ في تربةِ الأرضِ
تحرقُ أحلامَها
في العيشِ القتيلْ…
تضيعُ قوافي الأوطانْ.
تَحترقُ أبجدياتُها السماويّةُ
والترابيّةُ والإنسانيّةْ…
فكيف لي أن أغْمضَ قلبي
وأرى الضّوءَ
في مشْوارِ هذه السنواتِ العجافْ؟!
كلُّ الذي أريدُ لم يأتِ بَعدُ
لكنَّ الذي سيأتي… سيأتي
هذا الذي نبحثُ عنهُ
في أسمائِنا، .. يتفتَّتُ
كجثثِ الأوطانِ المهدورةْ !..
**
فقط لأنني طائر الإباءْ
سأطيرُ وأعانقُ جمراتِكَ أيّها الوطنْ!
من أِلفِكَ …إلى إبائكْ ..
إلى سمائِكَ …إلى حضوري
إلى بسْملةِ الحُبِّ المُنيرْ..
نمْحو طرقاتِ الزَّيفِ
مِنْ حدائقِ وجَعِنا
و نَستنطقُ آياتِ المحبّةِ
في ليلِنا الدَّامي!…
إلى أنْ نفتَحَ أشرعةَ السماءِ بِنورِنا
أو نكشفَ أسْرارَ الضّياءْ..
حيث تعلو قبّراتُنا إلى أفقِها السَّامي
فوقَ الأجسادِ التي
تسامتْ إلى أفقِها العلْويّ …
ونادتْ باسْمِ الوطنْ:
إنَّ صفحةَ الحقيقةِ
هي التي ستُكتَبُ
ببراعمِ النورِ وحبرِهِ المقدَّسْ!..
**
سأُعيدُ إلى قلبكَ الدامي
أرجوانَ شجْوهِ
وبَياضَ طفولتهِ
التي عانقتْ براعمَ أغْصاني..
سأطيرُ إلى آخرِ البرقِ في سمائِنا
لأننا طيرانِ من وردٍ ودماءٍ
سنرتفع فوقَ سحابِ الأمنياتِ
لنسْمو إلى عمقِ المدى
ونصرخُ في وجعِ الأوطانِ المُسْتَباحَةْ…
نسكنُ رعشةَ الحلمِ
في سكْرَةِ الشِّعرِ النبيلْ،
نَخرجُ من قبَّعتي طيرين
في فضاءِ اللغاتْ ..
و مهما كسَّرتْ أرواحَنا
رياحُ البشَرِ العاطلينَ عن الأحلامْ،
سنظلُّ هُنا
لنا ما نشْتهي
من رحيقِ الأملِ
وبذورِ الجنونِ الذي
يشتعلُ في قصائدِنا
حيثُ الوطنُ ذروةُ العِشْقِ
في جمراتِ قصائدِنا المُشْتعلةْ! ..
_________________________