أبريل 14th, 2013 بواسطة إباء اسماعيل
الشاعر والناقد المغربي أحمدالدمناتي يسأل:
س : هل اليوم العالمي للشعر الذي يصادف 21 مارس من كل سنة، يعتبر احتفاء حقيقيا بالقصيدة ونداء القلب،أم هو تخليد عادي لهذا اليوم مثل باقي المناسبات العالمية الأخرى التي تمر دون الإحساس بعمقها في أعماق الداخل الإنساني عموما،والكائن الشعري خصوصا؟
ج : لأن الشعر هو المرآة الحقيقية لجوهر الوجود الانساني، لأنه حلم الانسان وخياله وأمانيه المكبوتة وخيباته وآلامه. هو النبض العميق لصراخه في الفضاء الرحب حين يكون الصراخ ضرباً من الجنون. لأن العقلانية هي المطلوبة في حياتنا اليومية. هذا من حيث المنطق،
ولكن هل المنطق هو السائد في هذا العالم الذي يزداد توحّشاً في ادعاءاته لتبنّي قشور الحضارة؟
المناسبات العالمية تخضع للمنطق وللانسان بصفته كائن حي ، وتُعنى بالمجتمع والبيئة والصحة وما إلى هنالك،بيد أن الشّعرلايمكن ضبطه أو حدّه بمعنى واحد، هو حالة ابداعية فريدة لاتُحد أبعادها الروحية أو الزمانية أوالمكانية. إن كان الاحتفاء بهكذا يوم سيوقظ الكثير من الاقلام الشعرية الموهوبة من رقادها بسبب طواحين الحياة اليومية الرتيبة، ويعيد إليها نبض الشاعرية والسموّ والائتلاق،فهذا وجهٌ مشرق للاحتفاء به.
س: من يتوسَّد اللغة في النهاية؟الذات الشاعرة أم القصيدة؟
ج:الذات الشاعرة هي النبع الكبير الذي يحضن جسد اللغة وروحها ونبضها. الذات الشاعرة هي القوة الكامنة والمتدفقة في تواتراتها.هي اللغة قبل القصيدة وبعدها. هي لابداية اللغة ولانهائياتها. هي الافق الارحب للأخذ بيد اللغة إلى منافذ أشد عمقاً وحداثةً. الذات الشاعرة هي الحقل الكبيرالخصب، وما القصيدة سوى إحدى ثمارها الناضجة.
س:وهل القصيدة مصيدة الروح؟
ج: لاالقصيدة مصيدةالروح، ولاالروح مصيدة القصيدة. ثمة تآلف واندماج وتفاعل كيميائي يثير حساسية النبض بينهما ، نبض روح الشاعر كي ُتحوّل طاقته الانفعالية إلى لغةٍ خاصة تنبثق عن رؤاه في تلك اللحظات الاستثنائية التي قد تكون موجِعة إلى أقصى دموع الفرح أو الحزن، وقد تكون مُشرقةً إلى أقصى شموس الفكرِ أو إيقاعات الكشْف عن كينونة هذا العالم. القصيدة إذن هي روح الشاعر حين تفيض، تتدفق خارج عالمه الجوّاني وَتُتَرجَمُ أحرفاً تعكس أسلوبه و لغته الابداعية الخاصة.
القصيدةُ بمفرداتها وأنفاسها هي ذاتها الروح المبدعة مترجَمةً في أوج تألّقها إلى لغة حية. لتتحوّل الحالة الروحية الخالصة الكامِنة إلى طاقة لغويّة مادّية محسوسة تصل إلى الآخَر بكلّ وهجها وأحاسيسها وأبعادها الجمالية.
كتب في قسم: وشوشات النورسة | لا توجد تعليقات | 3٬422 views