في الذكرى الأربعين لحرب تشرين التحريرية
أكتوبر 6th, 2013 بواسطة إباء اسماعيل
في الذكرى الأربعين لحرب تشرين التحريرية
أيتها الأزمنة الحاضرة القادمة، أضيئي وطننا الحبيب سوريا بالمزيد المزيد من شعلة الانتصارات. من نور ” حرب تشرين ” أشرق الزمان العربي الجديد ببطولاته الرائعة وولَّى زمن الهزائم، وزمن الانكسار. من سورية ومصر معاً انطلقت الجيوش العربية لتلبّي نداء الوطن لتحرير سيناء والجولان. لم يكن الانتصار ساحقاً ليحقق كل طموحات الشعب السوري والمصري لاسترجاع أراضيه المحتلة كاملةً لكنَّ حرب تشرين كانت شرارة البداية لانتصاراتٍ أخرى كثيرة. أكْسَبت الانسان العربي مناعة ضد أي إحساسٍ متجدِّد بالهزيمة، ولقنت الكيان الصهيوني درساً لن تنساه، وانكسرت شوكة الجيش الاسرائيلي ” الاسطورة – الوهم ” ، ومنذ ذلك الحين، وإلى الآن، لم تعُد حدود اسرائيل آمِنة .
شارك في حرب تشرين فصائل جيوش عربية وامتزجت الدماء العربية بالأرض الطيبة وهذا عزَّز كثيراً أهمية التضامن العربي. الشعوب العربية والعالم كان يترقب هذه الحرب بخوف وهلع ، ولا مبالاة ربما من قِبَل الغرب الذي كان يعتقد بأن النكسة ستتكرر لأنَّ الجيش الذي لم يُقهَر في نكسة الـ 67 هو ذاته لن يُقهَر في الحرب الجديدة حرب تشرين التحريرية، لكنّه قُهِر . وتحررت مدينة القنيطرة التي صبَّ العدو الصهيوني جام حقده ونقمته عليها ودمَّرها قبل أن يسحب أزيال الهزيمة. كما تحرر جزءً من سيناء ومعركة التحرير لمّا تنته بعد. منذ ذلك الوقت والجبهات العربية المُقاوِمة مفتوحة.
ولعلَّ من أهم نتائج حرب تشرين أنْ أسَّستْ لفعل المقاومة الوطنية والشعبية للقوى العربية التي عانت وتُعاني من الاحتلال . فتعززت في فلسطين المحتلة والجنوب اللبناني وسوريا وتكررت الحروب الاسرائيلية بعدها وتكررت الهزائم الواحدة تلو الأخرى بفضل المقاومة الفلسطينية واللبنانية والسورية والتحام القِوى مع بعضها.. قوتنا بوحدتنا وماكان على أحدِ أن يدير ظهره لها. تحرَّر الجنوب اللبناني بفعل المقاومة اللبنانية ومساندة سوريا لها لأنَّ المصير واحد وجرَّت اسرائيل أذيال الخيبة مرات عدة . لكنَّ التآمر على سوريا، هذا البلد الصغير بحجمه والجبّار بشعبه وقياداته الحكيمة وعدم تبعيته للغرب أرَّق الغرب الأوربي والأمريكي والكيان الصهيوني.
فكيف تنصاع القيادات العربية المتخاذلة الواحدة تلو الأخرى وعاماً بعد عام متمثلة بالجامعة العربية لسياسات الغرب وتأتمر بأوامرها وسوريا تقف لوحدها ضد التبعية وضد هذه المؤامرات التي لا تستهدفها وحدها بل تستهدف الوطن العربي برمته.. وهي الآن، تدفع عن نفسها عدوان الدول العظمى وغير العظمى بمنظماتها الارهابية وبأدواتها وعملائها ، وتُقاوِم بشعبها وجيشها العقائدي مَن؟!! تقاوم أذيال الاستعمار والرجعية، تُقاوم عصابات مُجرِمة إرهابية تمَّ تصنيعها في غرف الاستخبارات الغربية والعربية وتمّ تغذيتها لتشيع خراباً في الأوطان والأديان والشعوب. ولكن لحقتها الهزائم هي الأخرى ولن تقوم لها قائمة في هذا الوطن المُقاوِم بشعبه وجيوشه وقياداته ومثقفيه..
بالتأكيد استفاد العدو من الفئات المهمَّشة من مجتمعنا العربي والسوري تحديداً سيما في الأرياف حيث قلة المال وقلة الثقافة كانت الخاصرة الرخوة من جسد سوريا التي نالتها الضربات المؤلمة. فمدوهم بالسلاح وأُغدقت عليهم الأموال دون طائل. وكان الكثير منهم غرباء عن هذه الأرض، وليس لديهم قيَماً يدافعون فيها عن شرف الشهادة وشرف النصروشرف الأرض سوى بضعة أوهام سكبتها في عقولهم قادة شياطينهم مدعّمةً بهلوثات المواد المخدِّرة التي توهِمهم بحوريات العين بعد ارتكابهم المجازر البشعة . ولكن أين هُم من الجيش العربي السوري الذي يقف لهم بالمرصاد وهو الآن يُطهِّر الأرض السورية من رجسهم وفسادهم وهو ذاته الجيش الذي خاض حرب تشرين وعرَف معنى المقاومة وعشق الوطن و خَبِر قوّة التحدي بالعقل والقلب والروح لأنه يملك الإرادة الصلبة والثقة بالنفس والعقيدة لبناء الوطن وحماية أبناء شعبه. وهل المُدافع عن الحق كالمدافع عن الباطِل، وهل المأجور الذي يقوم بأعمال التخريب والاجرام ليقبض آخر نهاره أو يسترخص روحه دفاعاً عن غرائزه المؤجلة كالمدافع عن شرف وطنه وأرضه ؟!
كل عام و سوريا الحبيبه بألف خير إن شاء الله