ديسمبر 2nd, 2011 بواسطة إباء اسماعيل
الغربة شرَّدت روحي لتزرعني ذرّةً في تراب الوطن. بعد ربع قرن غربةٍ من الزمان و المكان، بقيتْ الـ ( بعدَ) تُراوِحُ مكانها. فأنا هنا وهناكَ دائماً وأبداً. العشقُ يأخذني من قلبي إليه. فهل يغفر لي أخطائي كما أغفر أخطاءه؟!!
لكنِّ الدّم حين سالَ فوق جبين الوطن ، أدركتُ بأنَّ اللغةَ كانت بحاجةٍ لأن تُعيد ترتيب أحرفها كي تستعيد توازنها وفقاً لمعطياتٍ ومعايير جديدة.
بيد أنّ هذا أبداً لايغفر لأيدي وعقول المخرِّبين والمجرمين والمهرِّبين والجواسيس والمُندسّين والمتآمرين . لقد غاصوا جميعاً في مستنقع الخيانة حتى النخاع. و من الغباء أن لايعتبروا من دروس التاريخ . فماذا حدث للخونة والعملاء في الجنوب اللبناني مثلاً بعد التحرير؟!!!! هذا ما سيحصل لهم آجلاً أم عاجلاً بعد أن تنقشع الغيوم . لم يكونوا يوماً سوى أدواتٍ رخيصة لتخريب جسد الوطن المقدَّس . ولم يكونوا سوى عبَدة المال الذي حوَّلهم في لحظات إلى وحوشٍ كاسِرة، كلّما استزادوا منه ، زادوا جرماً وانحرافاً عن الصّواب. لكنهم سوف يعلمون بأن المصير المُظلم بانتظارهم في الدنيا والآخرة، والدين منهم بَراء.
ثمة ضوءٌ خفيٌّ أراه من بعيد . إنه قادم يُزهِرُ في وطني الأمان والفرح والضوء والياسمين والحب ويرفرف فوق شفاه الصغار وعيون الكبار!!
سورية هي وطن المحبة والسلام والأخوّة العربية والعنفوان الدمشقي والكبرياء العربي . سورية هي صوت الحق الذي لن يضيع مهما حاولوا التشويش عليه. ومن حق الشعب أن يعيش بحرّية وكرامة ، وأن يقرر مصيره بنفسه ولا يحتاج إلى وصايةٍ من أحد، ولا أن يُفرض عليه أي إملاءٍ خارجي. الشعب الحر يختار ويُطالِب ويقرر ويُعارِض ويُحاوِر و يبني و يُدافع عن شرف أرضه المقدسة وعن مطالبه المحقّة. لكنّه لا يخرِّب ولا يقتل ولا يخطف ولا يغتصِب ولا يُهرِّب ولا يزوِّر الحقائق. هذه الأعمال الإجرامية ليست من صنع الشعب، وليست جزءاً من أية ثورة ” حقيقية كانت أم وهمية” إنّها “حالة إرهاب مُنظّم” ومُخطط له منذ سنوات طويلة. أنها دخيلة على وطننا . دخلت عنوةً ولعب الفساد دوره في إدخالها بطرقٍ غير شرعية، وسيتم استئصالهما معاً إلى أن ينتصر الشعب والوطن في النهاية بإذن الله .
كتب في قسم: وشوشات النورسة | تعليق واحد | 2٬299 views
تعليق واحد في “ذرةٌ من تراب الوطن .. إباء إسماعيل”
أستاذتنا الشاعرة المبدعة إباء اسماعيل
أنتِ بذرةٌ خصبة مضيئة من تراب الوطن. مهما تغربتِ وابتعدتِ تنشرين أضواءكِ الشعرية العميقة وحبك الخالص للوطن بكل إبائك الرزين والمدهش. موقفك إبائيٌّ بامتياز يحفِّز كل عربي لأن يتمسك بوطنه وأرضه ويدفعه إلى الدفاع عنه. شكراً لك أيتها الكبيرة بعطائها وسمو روحها وأحلامها المتقدة بالشِّعر والانسانية.